خبير مياه : نجاح سد النهضة يبعث برسالة قوية حول صمود إثيوبيا وقدرات أفريقيا

 

أديس أبابا، 29 ديسمبر 2025 (وكالة الأنباء الإثيوبية) — صرح البروفيسور أشوك سواين، من جامعة أوبسالا، بأن اكتمال سد النهضة الإثيوبي الكبير  وتدشينه رسمياً يمثل إشارة سياسية ودبلوماسية واقتصادية قوية من إثيوبيا إلى أفريقيا والمجتمع الدولي.

ووفقاً للأكاديمي، يمكن لمصر أيضاً أن تستفيد من خلال التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، حيث تتطلب مشاريع تحلية المياه واستخراج المياه الجوفية كميات هائلة من الطاقة التي يمكن لإثيوبيا المساعدة في توفيرها.

وفي تعليقه على الجهود المصرية المستمرة لنقل القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قال البروفيسور سواين إن الأمر قد حُسم إلى حد كبير، مشيراً إلى أن القوى الكبرى تعترف بحقوق دول المنبع في المياه العابرة للحدود.

كما انتقد بشدة المخططات الرامية لعرقلة سعي إثيوبيا للحصول على منفذ بحري، مؤكداً أن مثل هذه الجهود غير مجدية وتأتي بنتائج عكسية. وبناءً على سياقها الجغرافي والتاريخي والاقتصادي، بدأت إثيوبيا مناقشات لتأمين الوصول إلى البحر بناءً على مبادئ المنفعة المتبادلة والشراكة، مما يخلق فرصاً للتنمية المشتركة.

ونتيجة لذلك، تواصل البلاد اتباع المسارات الدبلوماسية والقانونية لتأكيد حقها السيادي في التنمية.

وقال سواين: "إن محاولة منع دولة من الوصول إلى البحر هي لعبة خاسرة". وفي الختام، حث البروفيسور على التعاون بدلاً من المواجهة، قائلاً: "السد قد بني بالفعل وأصبح أمراً مقبولاً. الخيار الأفضل الآن لإثيوبيا ومصر هو التعاون بشأن مياه نهر آباي، وليس خلق صراعات جديدة".


 

وفي مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الإثيوبية قال البروفيسور سواين، الذي يشغل أيضاً منصب كرسي اليونسكو للتعاون الدولي في مجال المياه، إن توقيت ومكان التدشين قد سلطا الضوء على مكانة إثيوبيا الدبلوماسية المتصاعدة في القارة. وأضاف: "لقد كانت رسالة قوية وجيدة للغاية من إثيوبيا، خاصة وأن تدشين سد النهضة تم في سبتمبر الماضي".

وصف البروفيسور سد النهضة بأنه إنجاز هندسي بارز ونجاح دبلوماسي تحقق بعد سنوات من التخطيط والتحديات. وخلال هذه الفترة، حُرمت إثيوبيا من الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية، مما أجبر الدولة الواقعة في شرق أفريقيا على الاعتماد بشكل كبير على مواردها المحلية. ورغم هذه التحديات، مضت إثيوبيا قدماً في البناء، مؤكدة حقها السيادي في التنمية، والاستخدام العادل لموارد المياه العابرة للحدود، والتزامها بالتعاون الإقليمي.


 

وفي نهاية المطاف، أكملت البلاد المشروع من خلال جهد وطني. وقال: "لقد قاومت إثيوبيا كل الضغوط ونجحت في افتتاح مشروع بهذا الحجم والأهمية".

كما أكد البروفيسور سواين أن سد النهضة برز كإنجاز وطني نادر وموحد، موضحاً: "الشيء الوحيد الذي يتفق عليه جميع الإثيوبيين هو أن سد النهضة كان يجب أن يتم. وهذا يجعله انتصاراً داخلياً قوياً للحكومة".

ووفقاً للأكاديمي، فإن الاعتماد الأفريقي على الذات يبرز كإحدى الرسائل الجوهرية للسد، حيث شيدت إثيوبيا أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في أفريقيا دون تمويل خارجي، بل اعتماداً على المساهمات المحلية. وقال: "هذا يظهر أنه إذا وضعت الدول الأفريقية الإرادة الوطنية خلف المشاريع الكبرى، فيمكنها القيام بذلك بمفردها".


 

وأوضح البروفيسور كذلك أن سد النهضة يتحدى التصور السائد منذ أمد طويل بأن نهر آباي ينتمي لدولة واحدة، قائلاً: "نهر آباي يخدم أكثر من عشر دول. ويجب استخدامه بإنصاف وعدالة، دون التسبب في ضرر كبير، ولكن دول المنبع لها الحق أيضاً في استخدام أنهارها".


 

وفي تسليطه الضوء على مكاسب التنمية، قال البروفيسور سواين إن الكهرباء المولدة من سد النهضة حيوية لنمو إثيوبيا ولشعبها وصناعاتها ومدنها. كما أشار إلى الفوائد الإقليمية، لا سيما للسودان ومصر، حيث من المتوقع أن يستفيد السودان بشكل كبير من التحكم في الفيضانات، نظراً لوقوع السد بالقرب من حدوده، مؤكداً أن "إدارة الفيضانات ستفيد السودان أكثر من إثيوبيا إذا تمت إدارة السد بشكل تعاوني"

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023