الشراكة الإثيوبية الهندية تكتسب زخماً من خلال اتفاقيات تاريخية


أديس أبابا، 27 ديسمبر 2025 (إينا) - صرّح السفير الهندي لدى إثيوبيا، أنيل كومار راي، لوكالة الأنباء الإثيوبية، بأن إثيوبيا والهند قد رفعتا رسمياً مستوى علاقاتهما التاريخية إلى شراكة استراتيجية، مدعومة باتفاقيات ملموسة.

وفي مقابلة أجريت معه مؤخراً، سلّط الضوء على أن هذه الاتفاقيات بين البلدين التاريخيين تشمل قطاعات رئيسية، من بينها التجارة والصحة والتكنولوجيا والطاقة والثقافة.

وأشار السفير أنيل كومار راي إلى أن اللقاءات رفيعة المستوى التي جرت مؤخراً بين القادة الإثيوبيين والهنود قد أرست أطراً أساسية للتعاون، وعززت التكامل الاقتصادي لإثيوبيا، ودفعت بدورها كمركز ناشئ للتحول الرقمي في أفريقيا.

يذكر أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أجرى محادثات استراتيجية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها مودي إلى إثيوبيا الأسبوع الماضي. وفي هذا السياق، وصف السفير راي العلاقة بأنها "شراكة طبيعية" تشكلت بفعل أولويات مشتركة في ظل المشهد العالمي سريع التغير.


 


وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تتعمق باستمرار، انطلاقاً من التزام مشترك بالسلام والأمن العالميين.

وقال: "هذه الشراكة ذات منفعة متبادلة، وتُسهم إسهاماً فاعلاً في خدمة المجتمع الدولي".

وفي معرض تسليط الضوء على دور الهند في إصلاح القطاع المالي الإثيوبي، قال راي إن التقنيات المالية الرقمية المدعومة من الهند تُساعد في تحديث النظام المصرفي في البلاد.

وأوضح السفير أن الإصلاحات تُوسّع نطاق الوصول إلى الخدمات المصرفية، مما يُمكّن الإثيوبيين من فتح حسابات توفير، والحصول على قروض، واستكشاف فرص استثمارية كانت في السابق بعيدة المنال.

ومن أبرز نتائج هذا التعاون اتفاقية تعاون جمركي تتماشى مع استعدادات إثيوبيا للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ودورها المتنامي في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

وقال راي: "تهدف الهند إلى دعم إثيوبيا في بناء أنظمة جمركية فعّالة وحديثة، تُعدّ أساسية للتنافسية التجارية".

كما يشهد التعاون في القطاع الصحي تقدماً ملحوظاً، مع التركيز على تطوير البنية التحتية ومعايير الجودة. وقال السفير إن إثيوبيا ستعتمد دستور الأدوية الهندي كمعيار لإنتاج الأدوية وتنظيمها محلياً.

وأشار إلى أن "هذا سيساهم في خفض التكاليف وضمان الوصول الموثوق إلى الأدوية عالية الجودة".

كما تُزوّد ​​الهند مستشفى غاندي التذكاري في أديس أبابا بمعدات طبية متطورة لتعزيز خدمات صحة الأم والطفل، إلى جانب برامج التدريب المهني والتبادل.

ويبرز التعاون البيئي والزراعي بشكل واضح من خلال التحالف الدولي للطاقة الشمسية، دعمًا لمبادرة البصمة الخضراء الإثيوبية.

ووفقًا لراي، سيتم توزيع أكثر من 2000 مضخة مياه تعمل بالطاقة الشمسية على المزارعين لتحسين الري وزيادة الإنتاجية الزراعية.

ولا يزال التعليم وتنمية المهارات ركيزة أساسية للشراكة. وقال السفير إن الهند تواصل توسيع فرص المنح الدراسية للمهنيين الإثيوبيين في مختلف المجالات.

وأضاف: "يعود الخريجون بقدرات تمكنهم من خلق فرص عمل، وتأسيس مشاريع، والريادة في قطاعي الشركات الناشئة وتكنولوجيا المعلومات".

وتشهد العلاقات الشعبية والثقافية نموًا متزايدًا. وتُسيّر الخطوط الجوية الإثيوبية حاليًا أكثر من 40 رحلة أسبوعيًا إلى الهند، بينما استأنف المركز الثقافي الإثيوبي في نيودلهي عملياته.

أكد راي أن "الركاب يختبرون كرم الضيافة الإثيوبية منذ لحظة صعودهم إلى الطائرة، حيث تعكس الأزياء التقليدية والمأكولات المحلية التراث الغني للبلاد".

وأضاف أن السينما والثقافة الهندية لا تزالان تحظيان بشعبية واسعة في إثيوبيا، مدعومة بالفعاليات الثقافية والمطاعم ودورات تعليم اللغة التي تُيسرها السفارة الهندية.

وأشاد السفير بزيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الأخيرة إلى إثيوبيا، والتي ساهمت في تسريع وتيرة التعاون الثنائي، واصفًا إياها بأنها نقطة تحول حوّلت العلاقات إلى تحالف استراتيجي قائم على الاحترام المتبادل والطموح المشترك.

وفيما يتعلق بالمستقبل، قال راي إن البلدين يعملان على وضع خارطة طريق شاملة تركز على التقنيات الناشئة وتوسيع نطاق التعاون في مجال حفظ السلام العالمي. وأضاف: "إن إمكانات هذه الشراكة هائلة، والتزامنا بتعميقها راسخ لا يتزعزع".
 

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023