دبلوماسي سوداني يشيد بالتحول الزراعي في إثيوبيا - ENA عربي
دبلوماسي سوداني يشيد بالتحول الزراعي في إثيوبيا
أديس أبابا، 19 ديسمبر 2025 (إينا) - أشاد نائب رئيس بعثة السودان لدى إثيوبيا بالخطوات الكبيرة التي حققتها إثيوبيا في إنتاج الغذاء، واصفاً الإنجاز بأنه انعكاس واضح للقيادة السياسية القوية وتفاني المزارعين الإثيوبيين.
وخلال العرض الأول لفيلم وثائقي يسلط الضوء على نجاح إثيوبيا في إنتاج القمح، أكد السفير الحافظ عيسى عبد الله آدم، نائب رئيس البعثة في سفارة السودان لدى إثيوبيا، أن السيادة الغذائية أمر أساسي لتعزيز القوة الوطنية.
وقال السفير عبد الله: "الفيلم الوثائقي الذي عُرض يظهر بوضوح الإرادة السياسية الراسخة للحكومة الإثيوبية"، مضيفاً: "ومع ذلك، فإن هذا النجاح يتجاوز الجهود الحكومية، فهو نتيجة العمل الجاد والالتزام من قبل المزارعين الإثيوبيين أيضاً".
وفي حديثه لقناة "نبض أفريقيا" (Pulse of Africa)،
شدد الدبلوماسي على أن القوة الاقتصادية، خاصة في قطاع الزراعة، لا تقل أهمية عن القدرات العسكرية أو الاستقرار السياسي. وأشار إلى أن "إنتاج الغذاء الخاص بك لشعبك هو أمر ضروري للغاية".
وأد أن القوة الاقتصادية القائمة على الزراعة ضرورية لحماية الاستقلال الوطني والحد من الضعف أمام التأثيرات الخارجية. وشدد السفير عبد الله على أن تحديث الممارسات الزراعية لم يعد خياراً بالنسبة لأفريقيا، محذراً من أن الأساليب التقليدية لم تعد قادرة على مواجهة التحديات الحالية مثل تغير المناخ، وتقلب هطول الأمطار، والضغوط البيئية.
وقال: "من الحيوي تغيير عقلية المزارعين من خلال التدريب وتزويدهم بالتقنيات الزراعية الحديثة"، مضيفاً أن الابتكار من شأنه تحسين الإنتاجية والجودة بشكل كبير.
وفي تناوله للتحديات القارية الأوسع، انتقد السفير السرد العالمي السائد الذي يربط أفريقيا بالصراعات والمجاعة والجوع. وقال: "عندما يتحدث الناس خارج أفريقيا عن القارة، غالباً ما يفكرون في الأزمات والندرة. ومع ذلك، تمتلك أفريقيا موارد هائلة وإمكانات ليس فقط لإطعام نفسها، بل للمساهمة في إطعام العالم".
ودعا الدول الأفريقية إلى تعزيز التعاون وإدارة الموارد بمسؤولية والعمل الجماعي لإعادة تعريف صورة أفريقيا على الساحة العالمية. وقال: "المهمة ليست مستحيلة. ما تتطلبه هو إرادة قوية. وإذا امتلكنا هذه الإرادة، فإن النجاح في متناول اليد".
كما سلط السفير الضوء على أهمية الإدارة المستدامة للموارد، لا سيما في شرق أفريقيا، حيث يشكل التصحر والصدمات المناخية مثل ظاهرة "النينيو" مخاطر متزايدة. وحث دولاً مثل إثيوبيا على موازنة زيادة الإنتاج الزراعي مع رفع الوعي العام حول الاستخدام المسؤول للموارد.
وربط بين الاستدامة البيئية والهجرة، مشيراً إلى أن الجفاف وعدم الاستقرار وغياب الفرص يجبر العديد من الأفارقة على مغادرة ديارهم. وقال: "ضمان قدرة الناس على البقاء في مجتمعاتهم هو مسؤولية أولئك الذين يقودون ويحكمون بلداننا"، واصفاً إياها بالواجب القاري المشترك.
ووجه السفير عبد الله دعوة قوية للاعتماد على الذات الأفريقية، محذراً من الاعتماد على الجهات الخارجية التي تخدم مصالحها الخاصة، وقال: "أولئك الذين يأتون من الخارج يسعون وراء أجنداتهم الخاصة. يجب على أفريقيا أن تحدد مصالحها بوضوح