باحث بارز يشيد بالزخم المتصاعد لإثيوبيا في استعادة تراثها الثقافي

أديس أبابا، 19 ديسمبر 2025 (وكالة الأنباء الإثيوبية)
قال المؤرخ وعالم الاجتماع البارز ألولا بانكهورست إن جهود إثيوبيا لاستعادة كنوزها الثقافية المبعثرة اكتسبت زخمًا كبيرًا مع العودة الأخيرة لدرع تاريخي من “الصندوق الملكي الإثيوبي”.

وأوضح أن البلاد كثّفت مساعيها الدولية لاسترداد القطع الأثرية التي نُهبت خلال حملة مقْدَلا عام 1868 وبوسائل غير مشروعة أخرى.

وأضاف بانكهورست، الذي يدرّس التاريخ وعلم الاجتماع في جامعة أديس أبابا، في حديثه لوكالة الأنباء الإثيوبية، أن هذه الاستعادة تمثل محطة مفصلية ينظر إليها المدافعون عن التراث بوصفها اختراقًا رمزيًا وعمليًا في مسار المطالبة بإعادة الممتلكات الثقافية المستمرة منذ زمن طويل.

وأشار إلى أن وتيرة التقدم تسارعت بفضل تعزيز التعاون مع مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في المملكة المتحدة وإيطاليا.

وبيّن أن الحوار المتنامي والعمل المنسّق يحلّان محلّ المقاومة والتأخير السابقين، ما أتاح فتح المجموعات، وتتبع مصادر القطع، وبلورة مسارات أوضح لإعادتها إلى إثيوبيا.

وأوضح أن الحملة تستهدف المجموعات الكبرى من المقتنيات التي صودرت خلال حملة مقْدَلا عام 1868، وفترة الاحتلال الإيطالي، إضافة إلى عقود من الاتجار غير المشروع.

وتركّز الجهود المتجددة على مستودعات ومتاحف في بريطانيا وإيطاليا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وتقودها جمعية إعادة الكنوز الإثيوبية المنهوبة من مقْدَلا (AFROMET)، بالتعاون الوثيق مع مؤسسات التراث الوطنية والجهات الحكومية.

ووصف بانكهورست هذه الجهود، في حديثه لوكالة الأنباء الإثيوبية، بأنها «حملة مستدامة ومتعددة الأبعاد»، مشيرًا إلى التنسيق الفاعل بين المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية وأفراد ملتزمين بالقضية.

وقال:
«
تهدف هذه المبادرات إلى ترسيخ والاحتفاء بالإرث التاريخي والفني الغني لإثيوبيا داخل حدودها، وتوفير موارد قيّمة لتعزيز الاعتزاز الوطني والتعليم والسياحة».

وحدّد معهد الدراسات الإثيوبية (IES) بوصفه قوة محورية في هذه الحركة، موضحًا أن المعهد—الذي يضم أكبر مجموعة في العالم من المقتنيات الإثنوغرافية والدينية الإثيوبيةيتعاون بشكل وثيق مع المتحف الوطني لحماية تراث البلاد.

وبحسبه، بات مسار الاسترداد الحكومي مرتبطًا بشكل متزايد بالتنمية الاقتصادية، لافتًا إلى أن الدور النشط لوزير السياحة يعكس هذا التحول، إذ تُعدّ القطع الثقافية المستعادة أصولًا حيوية للنمو الوطني، مؤكدًا أن الإنجازات الأخيرة تجسّد هذا التقدم.

كما شدد على أن استعادة الكنوز عزّزت الشراكات في المملكة المتحدة وإيطاليا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وأسهمت في زيادة عدد المتبرعين من القطاع الخاص، مدفوعين بما يصفونه «بالواجب الأخلاقي» لإعادة الممتلكات الثقافية إلى موطنها الشرعي.

وبالنسبة لبانكهورست، فإن هذه المهمة ذات طابع شخصي ومتوارث عبر الأجيال؛ إذ دافعت جدته عن إثيوبيا خلال الغزو الإيطالي، بينما كان والده من أوائل الداعمين والمؤسسين لجمعية إعادة الكنوز الإثيوبية المنهوبة من مقْدَلا (AFROMET).

ويواصل بانكهورست اليوم هذا العمل من خلال اللجنة الوطنية لاسترداد التراث وجمعية أصدقاء معهد الدراسات الإثيوبية.

ورغم المكاسب الأخيرة، يحذّر بانكهورست من أن الطريق لا يزال طويلًا، قائلًا:
«
لا يزال قدر كبير من التراث الإثيوبي موجودًا خارج البلاد، ما يؤكد الحاجة إلى مواصلة الجهود وتوسيعها»، متطلعًا إلى مستقبل تقدّم فيه إثيوبيا رواية كاملة وأصيلة لتاريخها أمام العالم.

وتعمل البلاد بشكل مكثف على استعادة مختلف القطع الأثرية التي نُهبت عام 1868، خلال عهد الإمبراطور توادروس الثاني، عقب معركة مقْدَلا في شمال إثيوبيا.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023