افتتاح فيلم وثائقي يجسد "ثورة القمح" في إثيوبيا

 

أديس أبابا، 18 ديسمبر 2025 (إينا) - تم اليوم افتتاح فيلم وثائقي يسلط الضوء على "ثورة القمح" في إثيوبيا، والتي مكنت البلاد من عبور العتبة نحو عصر جديد من السيادة الزراعية.

خلال العرض الأول للفيلم الذي يحمل عنوان "تحول القمح في إثيوبيا" والمقام في العاصمة، أشار المدير العام لمعهد التحول الزراعي الإثيوبي، مانديفرو نيجوسي، إلى أن الأمة نجحت في الانتقال إلى فصل جديد من النمو. ويقدم الفيلم، الذي أنتجه صناع أفلام إثيوبيون مقيمون في لوس أنجلوس بكاليفورنيا، سرداً بصرياً شاملاً لجهود إثيوبيا الناجحة في تحديث القطاع الزراعي وتأمين مستقبلها الغذائي.

ويركز الفيلم على "ثورة القمح" التي تشهدها أقاليم أوروميا وعفر وأمهرا، مجسداً الروح الإنسانية العظيمة التي تقود هذا التغيير. كما يمزج بين المناظر الطبيعية الخلابة والقصص الواقعية للمزارعين وهم يتبنون أحدث التقنيات، متتبعاً رحلة الحبوب من الحقول الشاسعة إلى الأسواق الحضرية النابضة بالحياة.


 

وأوضح المدير العام أن إثيوبيا ظلت لعقود مرتبطة باستيراد القمح من الخارج، إلا أن الاستراتيجية الوطنية الجريئة — التي قادتها رؤية الإدارة الحالية — نجحت فعلياً في إعادة كتابة التاريخ. وقال مانديفرو: "نجاحنا متجذر في التنفيذ المنضبط للزراعة العنقودية، التي عززت الإنتاجية بشكل هائل".

وأضاف: "من خلال استصلاح التربة الحمضية ومعالجة المرتفعات المستنقعية عبر تقنيات صرف متطورة، تمكنا من فتح أراضٍ كانت تُعتبر يوماً غير منتجة".

كما اعتبر التوسع في الري الصيفي حجر الزاوية في هذا التحول؛ فمن خلال زراعة مئات الآلاف من الهكتارات خلال موسم الجفاف، لم تأمن إثيوبيا إمداداتها المحلية فحسب، بل وضعت نفسها الآن كمصدر ناشئ للقمح إلى السوق العالمية.

ومن جانبه، شارك آبيبي ألمايهو، نائب مدير الاتصالات بمؤسسة "بيل جيتس"، انطباعاته قائلاً: "في السنوات الأخيرة، شرعت إثيوبيا في رحلة رائعة يغذيها الصمود والإيمان بأن مصير الأمة يجب أن يصنعه شعبها". وأضاف أنه في الوقت الذي توقع فيه الكثيرون مستقبلاً من التبعية، اختارت إثيوبيا مساراً مختلفاً من الابتكار والاعتماد على الذات.

كما أشاد أديفريس تيكليولد، ممثل المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح  بفعالية الدولة في خلق فرص جديدة لصغار المزارعين. ووصف أييلي غيبري أملاك، مسؤول البرامج في "التحالف من أجل ثورة خضراء في إفريقيا" (AGRA)، الفيلم بأنه نافذة على "انتقال وطني" يتجاوز مجرد الزراعة.

من جهته، أضاف أدميت زيريهون، خبير اقتصادي أول في مجموعة بنك التنمية الأفريقي، أن القصة هي قصة قيادة وشراكة استراتيجية، قائلاً: "هذا الوثائقي يروي قصة قوية عن الرؤية والالتزام الوطني، ويثبت ما يمكن تحقيقه عندما تدعم السياسات بالمثابرة".

ويعد الفيلم بمثابة سجل تاريخي حيوي يهدف إلى إلهام الجيل القادم من الإثيوبيين للنظر إلى الزراعة ليس فقط كوسيلة للبقاء، بل كركيزة متطورة ومرموقة للفخر الوطني.

وقد حضر العرض الأول جمهور متميز شمل كبار المسؤولين الحكوميين والسفراء وشركاء التنمية.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023