مسؤولة ناميبية: تجربة إثيوبيا في القمح مثال أفريقي يُحتذى للأمن الغذائي - ENA عربي
مسؤولة ناميبية: تجربة إثيوبيا في القمح مثال أفريقي يُحتذى للأمن الغذائي
أديس أبابا، 15 ديسمبر 2025 (إينا) — أشادت نائبة وزير الزراعة والثروة السمكية والمياه وإصلاح الأراضي في ناميبيا، روث ماساكي، بالتوسع المتواصل في إنتاج القمح في إثيوبيا، واعتبرته نموذجًا يُحتذى به في أفريقيا، داعيةً إلى تعزيز التعاون القاري لمواجهة تحديات انعدام الأمن الغذائي.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، قالت ماساكي إن مكاسب إثيوبيا في إنتاج القمح، إلى جانب برامج القمح الشتوي التي تطورها ناميبيا، تُظهر الإمكانات المتزايدة للقارة لتحسين الإنتاج الغذائي من خلال جهود منسقة.
برز التوسع السريع لإثيوبيا في إنتاج القمح كواحد من أبرز قصص النجاح الزراعي في أفريقيا، حيث تحولت البلاد خلال فترة وجيزة من مستورد رئيسي للقمح إلى منتج يحقق الاكتفاء الذاتي بشكل متزايد، بل ومصدّر له.
ولعقود طويلة، فاق استهلاك القمح في إثيوبيا حجم الإنتاج المحلي، ما اضطر البلاد إلى الاعتماد بشكل كبير على الواردات لتلبية الطلب المتنامي الناتج عن النمو السكاني والتوسع الحضري.
غير أن الالتزام الحكومي المستمر، إلى جانب الاستثمارات الموجهة وحشد المزارعين، أسهم في إعادة تشكيل هذا القطاع، وفق ما أُفيد.
وشددت ماساكي على أن تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة لمعالجة التحديات الزراعية المزمنة، مؤكدة أن توحيد السياسات، وبناء الشراكات الفنية، وإبرام الاتفاقيات الرسمية تُعد عناصر أساسية لتسريع وتيرة التقدم وضمان نمو جماعي مستدام.
وسلطت الضوء على أهمية الاستثمار في التعليم وبناء القدرات الفنية، ولا سيما في مجالات صحة النبات، وإدارة أمراض الحيوان، والأمن الحيوي، من أجل تعزيز التجارة الزراعية البينية داخل أفريقيا.
كما دعت ماساكي إلى إزالة الرسوم غير الضرورية على الواردات داخل القارة، محذّرة من أن مثل هذه العوائق تعرقل التجارة الإقليمية وتحدّ من توفر الغذاء.
وأضافت أن استمرار الحوار بين الدول الأفريقية يُعد أمرًا حاسمًا لبناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المرتبطة بالمناخ. ومع التأكيد على أهمية الابتكار، حثّت ماساكي على زيادة الاستثمار في البذور المقاومة للجفاف، والممارسات الزراعية الذكية مناخيًا، وتعزيز التواصل المباشر مع المزارعين، مشيرة إلى أن تبادل المعرفة بين الخبراء الأفارقة يمكن أن يسهم في تعظيم القيمة الغذائية والاقتصادية للقمح.
وفي السياق ذاته، شدد أندريه دالنوف، ممثل البنك الزراعي الروسي، على أهمية التعلم المتبادل بين أفريقيا وروسيا، لا سيما في فهم كيفية إعادة تشكيل التغير المناخي لأنماط الإنتاج الزراعي.
وخلال كلمته في المؤتمر الدولي لضمان السيادة الغذائية للدول الأفريقية، الذي عُقد في أديس أبابا في نوفمبر 2025، وصف دالنوف المنتدى بأنه منصة رئيسية لتعزيز العلاقات التجارية المباشرة.
واقترح نموذجًا تكامليًا للإنتاج، تركز فيه الدول الأفريقية على المحاصيل عالية القيمة مثل الفواكه والخضروات، في حين تقوم روسيا بتوفير الحبوب بكميات كبيرة.
كما انتقد دالنوف سلاسل القيمة العالمية غير المتكافئة، مشيرًا إلى أن القهوة الإثيوبية تُباع بأسعار مرتفعة في الأسواق الدولية، بينما لا يحصل المزارعون إلا على حصة ضئيلة من العائدات. وأضاف أن توسيع الشراكات التجارية المباشرة من شأنه أن يضمن استفادة المنتجين بشكل أكثر عدالة من منتجاتهم.