السفير النيوزيلندي المنتهية ولايته يشيد بتحولات إثيوبيا ويؤكد متانة العلاقات الثنائية

أديس أبابا، 15 ديسمبر 2025 (إينا) — أشاد السفير النيوزيلندي المنتهية ولايته، مايكل أبتون، بالتحولات المادية الواضحة التي تشهدها إثيوبيا، مجددًا التزام بلاده بتوسيع مجالات التعاون والانخراط في مختلف القطاعات.

وعقب انتهاء فترة عمله سفيرًا لنيوزيلندا لدى إثيوبيا، أجرى السفير أبتون مؤخرًا مباحثات مع الرئيس تايي أتسكي سيلاسي، ثم قدّم مقابلة حصرية لوكالة الأنباء الإثيوبية (إينا).

وأشار السفير، مستندًا إلى حديثه مع الرئيس، إلى أنه رغم تواضع حجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين، فإن نيوزيلندا تسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في مجالات التجارة، والخدمات، والتكنولوجيا.

وقال: "لدينا علاقة تجارية محدودة، ونعمل على استكشاف سبل تطويرها، خصوصًا في مجالي الخدمات والتكنولوجيا. كما أن لدينا تعاونًا تنمويًا في مجالات مثل الطاقة الحرارية الأرضية، والنظم الغذائية، والزراعة الذكية مناخيًا، والمنح الدراسية التعليمية".

كما سلط الضوء على الدعم المستمر الذي تقدمه نيوزيلندا في مجالات تطوير الطاقة الحرارية الأرضية، والأنظمة الزراعية والغذائية، والزراعة الذكية مناخيًا، والتعليم، والمنح الدراسية، والمساعدات الإنسانية.

وأكد أبتون كذلك أهمية طموح إثيوبيا نحو تعزيز القدرة على الصمود والاعتماد على الذات.

وأقرّ السفير بالتحولات الواضحة التي تشهدها العاصمة أديس أبابا، مؤكدًا أن التغييرات المادية في المدينة "لا يمكن إنكارها".

وشدد على ضرورة التركيز أيضًا على معالجة الكلفة الإنسانية للتنمية ضمن بناء دولة قادرة على الصمود، بما في ذلك قضايا السكن، والنقل العام، ودعم الفئات الأكثر هشاشة.

وفي حديثه عن الإصلاحات الواسعة التي تشهدها إثيوبيا، أشار السفير أبتون إلى أن البلاد تمضي قدمًا في تنفيذ مبادرات رئيسية، من بينها الإصلاحات الاقتصادية المحلية، وعملية الحوار الوطني، والجهود الرامية إلى تعزيز المساءلة والعدالة الانتقالية، واصفًا إياها بأنها عمليات معقدة وطويلة الأمد تسير بالتوازي.

كما استعرض السفير رؤيته للديناميكيات الجيوسياسية في منطقة القرن الأفريقي، مشيرًا إلى الدور القيادي لإثيوبيا والتزامها بالحفاظ على الحوار مع الدول المجاورة لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وأعرب السفير المنتهية ولايته عن أمله في أن تسود الحلول التي تحقق المنفعة المتبادلة من خلال الحوار المستمر، بما يضمن استقرارًا إقليميًا دائمًا.

ودعا بشكل خاص دول القرن الأفريقي إلى الاستفادة من مصالحها المشتركة.

وقال أبتون إن نيوزيلندا تضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات مع الاتحاد الأفريقي لإنشاء مرفق يدعم إثيوبيا ودولًا أخرى في المنطقة في مجال تطوير الطاقة الحرارية الأرضية.

كما أكد أن نيوزيلندا ستواصل برنامج المنح الدراسية، حيث من المقرر أن يتوجه طلاب إثيوبيون إلى نيوزيلندا خلال العام المقبل لدراسة الطاقة الحرارية الأرضية والزراعة.

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين إثيوبيا ونيوزيلندا إلى دعم غير رسمي مبكر في ثلاثينيات القرن الماضي، حين ساندت نيوزيلندا سيادة إثيوبيا في عصبة الأمم عقب الغزو الإيطالي للبلاد.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على نطاق واسع باعتبارها الأساس لحسن النية المتبادل والعلاقات الطويلة الأمد بين البلدين.

وقد تعززت هذه العلاقة لاحقًا من خلال الانخراط الدبلوماسي الرسمي، حيث افتتحت نيوزيلندا سفارتها في أديس أبابا في يونيو 2013. ومن جانبها، تم اعتماد سفارة إثيوبيا في كانبيرا لتشمل نيوزيلندا، ما أسهم في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023