بناء تماسك وطني يليق بأجيال المستقبل - ENA عربي
بناء تماسك وطني يليق بأجيال المستقبل
أديس أبابا، 12 ديسمبر 2025 (إينا) - صممت حكومة إثيوبيا يوم الأمم والقوميات والشعوب، الذي يُحتفل به سنويًا في الثامن أو التاسع من ديسمبر، وعززته باستمرار.
يُمثل هذا اليوم حجر الزاوية في الهوية السياسية لإثيوبيا الحديثة. ولا يُعد هذا العيد الوطني مجرد احتفال، بل هو تأكيد سنوي على النظام الفيدرالي للبلاد والتزامها الراسخ ببناء الوحدة الوطنية من خلال التنوع.
وكما تجلى في الاحتفال الأخير بالذكرى العشرين ليوم الأمم والقوميات والشعوب تحت شعار "توافق ديمقراطي من أجل وحدة متعددة القوميات"، تكمن أهمية هذا العيد الوطني في إسهامه الشامل للشعب الإثيوبي في أربعة مجالات رئيسية: تأكيد المساواة، وتعزيز التماسك الوطني، ودعم التنمية، وترسيخ النظام الدستوري.
ويتمثل الإسهام الأبرز ليوم الأمم والقوميات والشعوب في ترسيخ المساواة بين أكثر من 80 جماعة عرقية في البلاد. تاريخيًا، يُمثل هذا اليوم تحولًا ديمقراطيًا من السيطرة المركزية إلى نظام فيدرالي يُقر بالتنوع كمصدر قوة. ويُسلط الاحتفال الضوء على الوعد الدستوري بالمساواة في الحقوق والتسامح والوئام.
علاوة على ذلك، يتجاوز هذا الالتزام التمثيل السياسي ليشمل الحقوق الثقافية. يضمن يوم الأمم والقوميات والشعوب حق كل جماعة في التحدث والكتابة وتطوير لغتها الخاصة، والتعبير عن ثقافتها وتاريخها الفريدين والترويج لهما، وبالتالي دحض السياسات التاريخية التي تُعطي الأولوية لهويات مُعينة.
وكما أشار رئيس مجلس الاتحاد، أقينيهو تيشاجر، "لقد ساهم يوم الأمم والقوميات والشعوب في تعزيز الوحدة الوطنية والقيم الفيدرالية والتقدم المشترك". ونتيجة لذلك، تُتيح هذه المناسبة فرصة لعرض تنوع إثيوبيا ضمن إطار الوحدة الوطنية حيث تُحترم جميع الهويات على قدم المساواة.
وفي سياق تعزيز الوحدة في التنوع، تُعد الاحتفالات السنوية محركًا قويًا للتلاحم الوطني. من خلال استعراض النسيج الثقافي الغني عبر مختلف الفنون الأدائية والأزياء التقليدية والموسيقى والرقص من جميع أنحاء البلاد، يُعزز الاحتفال التفاهم بين الثقافات بشكل فعّال. إنه منبرٌ مُصمم لتشجيع الناس على التعرف على بعضهم البعض، وبناء الثقة، وترسيخ ثقافة التسامح والاحترام المتبادل.
وقد أكد رئيس الوزراء آبي أحمد على هذه الروح الجماعية، واصفًا إثيوبيا بأنها "مكتبة عظيمة تضم مجموعة متنوعة من الكتب ذات المعارف والقيم والحكمة والثقافات والتاريخ والفنون وغيرها من الثروات". الرسالة واضحة: لا تتحقق الوحدة بالتوحيد، بل بالالتزام المشترك. وبالتالي، يُسهم هذا اليوم إسهامًا كبيرًا في تعزيز الوحدة الوطنية والتقدم المشترك، مؤكدًا أن الوحدة في التنوع تُشكل مصدرًا للقوة الوطنية.
وبعيدًا عن الهوية الثقافية، يُنظر إلى اليوم الوطني للوطن على أنه فرصة للشعب الإثيوبي لبناء تعاون قوي وتأكيد التزامه بالجهود المشتركة لضمان التنمية والعمل نحو الازدهار الوطني. ويتم استغلال هذا اليوم استراتيجيًا كأداة للتعبئة الاقتصادية. على سبيل المثال، يُعدّ تناوب الاحتفال الوطني بين مدن إقليمية مختلفة كل عام حافزًا لتنمية المنطقة المضيفة، مما يُشجع على توسيع البنية التحتية ونمو الاستثمارات.
علاوة على ذلك، يركز الخطاب السياسي المُحيط بهذا الحدث، كما عبّر عنه رئيس الوزراء آبي أحمد، على هدف جماعي: العمل "معًا كنسيج واحد لبناء إثيوبيا تليق بأجيال المستقبل". ويحثّ القادة المواطنين على التركيز على إمكانات إثيوبيا، لا على مشاكلها فحسب، مؤكدين أن عظمة البلاد مضمونة إذا تكاتف أبناؤها في وحدة راسخة.
ومن الأهمية بمكان أن يوم الحزب الوطني الجديد يُمثل تجديدًا سنويًا للوعي الدستوري للأمة والتزامها بنظام ديمقراطي قائم على سيادة القانون. كما يُعزز هذا اليوم المبدأ الاتحادي للحكم الذاتي، ويربط هذا اليوم بحقوق تقرير المصير التي تُمكّن الجماعات من ممارسة قدر من الاستقلال الذاتي وتضمن تمثيلًا عادلًا.
وكما أشار رئيس مجلس الاتحاد، أقينيهو تيشاجر، فإن مستقبل البلاد يعتمد على الحوار والتعاون. "إن التوافق الديمقراطي ليس خيارًا، بل هو السبيل الوحيد لضمان سلام دائم وتنمية مستدامة في أمتنا متعددة القوميات". لذا، يُعدّ هذا الاحتفال ممارسة عملية لتعزيز القيم الفيدرالية ودعم الجهود الجماعية من أجل السلام وبناء الأمة.
وباختصار، يُمثّل يوم الأمم والقوميات والشعوب احتفالًا شعبيًا بالبنية الفيدرالية متعددة القوميات في إثيوبيا، مُعيدًا تعريف العلاقة بين الدولة ومجتمعاتها المتنوعة. كما يُعزّز المساواة والتعاون المتبادل كأساس ضروري للتقدم الوطني.
وبينما تُحيي الأمة ذكرى مرور عقدين على هذا اليوم التاريخي،
بقى الرسالة الأساسية واضحة لا لبس فيها، وهي أن قوة إثيوبيا تكمن في وحدتها الديمقراطية. بعبارة أخرى، ظلت إثيوبيا ملتزمة بالوحدة الديمقراطية في ظل التنوع لتحقيق الازدهار. ويؤكد رئيس الوزراء آبي أحمد، من خلال استمرار احتضان تنوعها وبناء توافق الآراء بنشاط، أن "إثيوبيا ستظل نموذجًا يُحتذى به في أفريقيا"، مُظهرًا أن الالتزام الدستوري تجاه شعوبها المختلفة هو مفتاح مستقبل مشترك ومزدهر.