باحث دولي يؤكد بأن بعض الساسة المصريون يواصلون دور الضحية فى سد النهضة


أديس أبابا، 5 ديسمبر 2025 – قال أشوك سوين، أستاذ بحوث السلام والنزاعات في جامعة أوبسالا ورئيس كرسي اليونسكو للتعاون المائي الدولي، إن بعض الساسة المصريين “يواصلون لعب دور الضحية” في ملف نهر النيل وسدّ النهضة، في محاولة لصرف الأنظار عن التحديات الداخلية التي تواجه بلادهم.

وفي تصريح لـ"إينا"، أكد سوين أن هؤلاء السياسيين يعتمدون خطاباً “غير مبني على أسس واقعية”، يقوم على التلويح بالتهديد والتحريض الإعلامي ضد إثيوبيا،

مشيراً إلى أنهم يسعون أيضاً لتصوير مساعي أديس أبابا للحصول على منفذ بحري كتهديد، بدلاً من النظر إليها ضمن إطار التعاون الإقليمي المشترك.

وأشار الباحث إلى أن محاولات مصرية جديدة ظهرت لعرقلة حقوق إثيوبيا البحرية، “بالطريقة ذاتها التي سعت بها القاهرة سابقاً لمنع أديس أبابا من استخدام مياه النيل”، إلا أنّ هذه الجهود – بحسب قوله – “لن تنجح ولن تحظى بقبول دولي أو إقليمي”.

وفي سياق متصل، جددت وزارة الخارجية الإثيوبية انتقادها للموقف المصري، ووصفت رفض القاهرة للحوار وتصعيدها الخطابي بأنه محاولة متعمدة لـ“خلق توتر وإثارة تصعيد جديد”. ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة “التصرفات غير المسؤولة” لما اعتبرته حملة لزعزعة استقرار القرن الإفريقي عبر دعم قوى ضعيفة تخدم مصالحها.

وأكد سوين أن إثيوبيا حققت مكاسب بارزة، سواء على مستوى بناء وتشغيل سدّ النهضة باعتباره أكبر مشروع مائي في إفريقيا، أو على مستوى حضورها الدبلوماسي المتنامي في المنطقة، مقابل تراجع ملحوظ في النفوذ الإقليمي المصري. وأضاف: “القاهرة تدرك جيداً أن اللجوء إلى مجلس الأمن لم ولن يغيّر من الواقع شيئاً، كما أن الصين ستقف ضد أي تدخل يمس حقوق دول المنبع”.

وحثّ سوين مصر على تبني نهج تعاوني في إدارة مياه النيل، والتخلي عن محاولات تعطيل مساعي إثيوبيا لتعزيز علاقاتها الإقليمية والحصول على منفذ بحري. وقال إن “أفضل مسار للطرفين هو التعاون، فمصر تخوض مجدداً لعبة خاسرة بمحاولة عرقلة حق إثيوبيا في الوصول إلى البحر”.

وتعزز في إثيوبيا والمنطقة قناعة بأن القاهرة ظلت لسنوات تنشئ تحالفات معادية لأديس أبابا لعرقلة مشاريعها التنموية على نهر أباي

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023