فائزو جوائز إعلام إيغاد: تغيّر المناخ يحتاج لتغطية إعلامية أوسع - ENA عربي
فائزو جوائز إعلام إيغاد: تغيّر المناخ يحتاج لتغطية إعلامية أوسع
أديس أبابا، 3 ديسمبر 2025 — يظل تغير المناخ، المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجفاف والنزوح وانعدام الأمن الغذائي، من القضايا الأقل تغطية في غرف الأخبار الأفريقية، وفقًا للفائزين الصومالي والكيني بجوائز الإعلام IGAD 2025.
وفي مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الإثيوبية، قال الصحفي والناشط البيئي الصومالي أحمد أبسيا إن التغطية الصحفية الهادفة للمناخ ضرورية لتعزيز المساءلة، ورفع وعي المجتمع، وتعزيز التعاون الإقليمي.
وأشار أبسيا: "للصحفيين دور في إعلام الجمهور بما يحدث". وأضاف: "لديهم الأدوات والمنصات لتثقيف الناس، وإظهار كيف تتغير الأمور مع مرور الوقت، وجعل المؤسسات الحكومية مسؤولة".
وعلى الرغم من وجود العديد من مشاريع تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ في المنطقة، شدد على ضرورة أن يتحقق الإعلام مما إذا كانت تُطبق فعليًا.
وأشاد الفائز الصومالي بمبادرة "التراث الأخضر" الإثيوبية لزراعة مليارات الأشجار، واصفًا إياها بالنموذج الذي يستحق الترويج عبر القرن الإفريقي.
كما حث أبسيا الصحفيين على تسليط الضوء على القصص غير المروية للمبادرات المحلية حيث تتخذ المجتمعات خطوات فعلية لحماية البيئة.
من جانبها، أكدت الفائزة الكينية جميلة محمد أن على الصحفيين فهم تغير المناخ تمامًا ليتمكنوا من شرحه بوضوح للجمهور.
وفقًا لها، تبدو المحادثات حول المناخ تقنية وصعبة، بينما الأكثر تأثرًا هم السكان المحليون. كثير من المزارعين أو الرعاة لا يدركون أن تغير أنماط الطقس أو تحركات المواشي أو نقص المياه جزء من تغيّرات مناخية أوسع.
وأشارت محمد إلى أن وسائل الإعلام الأفريقية، رغم ارتباط تغير المناخ بالجفاف والمجاعة والنزوح والأمراض وانعدام الأمن الغذائي، غالبًا ما تعطي الأولوية للتغطية السياسية على حساب التغطية المناخية.
وبالتالي، تبقى العديد من قصص المناخ غير مغطاة ويجب روايتها، كما أكدت.
وحثت الصحفية الكينية الإعلام على تحديد الأجندة من خلال إعطاء قصص المناخ أهمية أكبر والتركيز على سرديات إنسانية قوية. وقالت: "إذا رويت قصة أم فقدت أطفالها بسبب الجوع، فإن قصتها تمثل كثيرين آخرين".
وأضافت محمد أنها ترى أن التغطية الصحفية الدقيقة والجاذبة والتي تركز على الناس أساسية لإبلاغ المجتمعات، وتشكيل السياسات، وتعزيز القدرة على الصمود عبر القرن الإفريقي.
من جانبه، قال الصحفي والمصور الصومالي عبد الرحمن بيريّو إن التغطية الإعلامية للمناخ حيوية لإنقاذ الأرواح، مستذكرًا كيف ساعدت التحذيرات الإعلامية المبكرة المجتمعات على الاستجابة خلال الفيضانات الأخيرة.
قال بيريّو: "عندما واجهنا الفيضانات الكبرى، جعل الإعلام الناس على دراية. إذا تم إعلام المجتمعات مبكرًا، يمكنهم حماية أنفسهم".
وأكد بيريّو أن القضايا المناخية تستحق نفس القدر من الظهور الذي تحظى به القصص السياسية في الإعلام الأفريقي.
وأضاف أن الصحفيين يجب أن يظهروا كيف تؤثر التغيرات البيئية مباشرة على الحياة اليومية، واصفًا الصحافة المناخية بأنها مسؤولية متجذرة في الواجب الشخصي والجماعي.
ويُذكر أن القرن الإفريقي يعد من أكثر المناطق عرضة للمخاطر المتعلقة بالمناخ، بما يظهر من خلال هطول أمطار متقلبة وغير منتظمة، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات التي ازدادت في تكرارها وشدتها خلال السنوات الأخيرة.