القارة الإفريقية تواجه مستقبل الزراعة الرقمية لتعزيز الإنتاجية والاستفادة من التكنولوجيا - ENA عربي
القارة الإفريقية تواجه مستقبل الزراعة الرقمية لتعزيز الإنتاجية والاستفادة من التكنولوجيا
أديس أبابا 2 ديسمبر 2025 (إينا) أكدت نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السيدة السفيرة سلمى مليكة حدادي، أن الزراعة الرقمية لم تعد خيارًا بل أصبحت ضرورة لبقاء وازدهار إفريقيا.
وخلال كلمتها في المؤتمر الافتتاحي للزراعة الرقمية في إفريقيا، الذي يُعقد في أديس أبابا بمقر الاتحاد الأفريقي، شددت حدادي على التزام القارة باستغلال التكنولوجيا من أجل التحول الزراعي وتحقيق التنمية المستدامة.
وقد ركز موضوع المؤتمر على أهمية صياغة سياسات زراعية تحتضن الابتكارات الرقمية المستقبلية، وتشجع على الممارسات التي تدعم تحول نظم الأغذية الزراعية في جميع أنحاء القارة.
قالت حدادي: "الزراعة هي شريان الحياة لقارتنا".
وأضافت: "إنها تُعيل أكثر من 60٪ من سكاننا، وتساهم بشكل كبير في الاقتصاديات الوطنية، وتظل محور جدول أعمال التنمية في إفريقيا".
وخلال مخاطبته المؤتمر، أشار وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الزراعية، إيفا موليتا، إلى أن تحويل الزراعة يعكس بقوة رؤية رئيس الوزراء أبي أحمد.
وذكر أن رئيس الوزراء يروّج باستمرار للتحول الزراعي القائم على الابتكار والتكامل وفلسفة مديمر، وهي فلسفة متجذرة في المسؤولية المشتركة والازدهار الجماعي.
أكد إيفا أيضًا أن الابتكار الرقمي ضروري لتحقيق النمو الشامل في القطاع الزراعي الإفريقي.
وقال: "يمكن أن تكون تحديات إفريقيا أعظم فرصها"، مشيرًا إلى كثافة الشباب في القارة والطفرة في الابتكارات التكنولوجية.
وأشار إلى ضرورة توسيع نطاق الحلول الرقمية، بما في ذلك التحليلات المستندة إلى الأقمار الصناعية والمنصات المحمولة، لتعزيز الممارسات الزراعية في جميع أنحاء القارة.
وفي هذا الصدد، شهدت إثيوبيا مبادرات تحويلية في القطاع الزراعي تشمل التوسع الاستراتيجي في الري، والميكنة، واعتماد أصناف محاصيل مقاومة لتغير المناخ، حيث أسفرت هذه الجهود عن نتائج إيجابية وتوجه البلاد نحو الاكتفاء الذاتي الغذائي الوطني.
كما ذكر وزير الدولة نموذج الزراعة العنقودية، الذي ينظم المزارعين صغار الحجم في مجموعات إنتاجية، ويعزز اقتصادات الحجم، ويحسن الوصول إلى المدخلات الزراعية الحديثة والخدمات الرقمية، مما يساعد المزارعين على الانتقال من الزراعة الكفاف إلى الأنشطة التجارية التنافسية.
ودعا إلى التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والشركاء الدوليين لضمان الوصول الواسع إلى الموارد الرقمية.
من جهته، كرر مفوض الاتحاد الأفريقي للتنمية الزراعية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة، موسى فيلاكاتي، أن العديد من الدول الإفريقية تواجه تحديات مستمرة تعيق نمو القطاع الزراعي، بما في ذلك تغير المناخ، وتدهور الأراضي، ومحدودية الوصول إلى الأسواق، والاتجاه المقلق لانخراط الشباب في القطاع الزراعي.
قال فيلاكاتي: "لا يمكننا أن نسمح لأراضينا الخصبة أن تظل غير مستغلة"، موضحًا أنه بينما تتمتع بعض الدول بأمطار كافية، فإن الإمكانات المتاحة للابتكار الزراعي لا تزال إلى حد كبير غير مستغلة.
وأكد على ضرورة التحول نحو الزراعة الرقمية، مشددًا على أن الزراعة الرقمية ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة لزيادة الإنتاجية، وتقليل الخسائر، وتحسين الوصول إلى التمويل والأسواق.
ودعا المفوض إفريقيا إلى المشاركة الفاعلة في عالم يتشكل بشكل متزايد بفعل التقدم التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والتصوير الفضائي، والزراعة الدقيقة.