إثيوبيا وفرنسا تعززان شراكة تاريخية تتجدد بثقة استراتيجية ورؤية مشتركة - ENA عربي
إثيوبيا وفرنسا تعززان شراكة تاريخية تتجدد بثقة استراتيجية ورؤية مشتركة
أديس أبابا، 27 نوفمبر 2025 (إينا) — أعرب سفير فرنسا لدى إثيوبيا وممثلها لدى الاتحاد الأفريقي، ألكسيس لاميك، عن إعجابه بحجم وسرعة التحول الذي تشهده إثيوبيا تحت قيادة حزب الازدهار.
وقد استقبل نائب رئيس حزب الازدهار وأمينه العام، آدم فرح، السفير الفرنسي ألكسيس لاميك وممثله لدى الاتحاد الأفريقي، والوفد المرافق له، في المقر العام للحزب.
ووفقًا للمعلومات المنشورة على منصات حزب الازدهار في وسائل التواصل الاجتماعي، أثنى السفير لاميك على التحسينات الواضحة في كفاءة المؤسسات، وتوسع شبكات البنية التحتية، والتجديد الحضري السريع — وخاصة التحول اللافت الذي شهدته مدينة أديس أبابا خلال ثمانية عشر شهرًا فقط.
وقال السفير: "إثيوبيا تشهد تحولًا تاريخيًا كبيرًا"، مشيرًا إلى أن حزب الازدهار يشكل محركًا أساسيًا للإصلاح السياسي، والانتعاش الاقتصادي، والانفتاح الدولي الفاعل
الاجتماع أكد على العمق اللافت، وطول المدى، والحيوية التي تتميّز بها العلاقات الإثيوبية-الفرنسية — وهي علاقات بدأت رسميًا عام 1897 وما تزال تتطور في نطاقها ومضامينها وأهميتها الاستراتيجية.
وقد أشار الجانبان إلى الطابع المتعدد الأوجه لهذه الشراكة، والمبني على التعاون الجيوستراتيجي، والشراكات في البنية التحتية، والتبادلات الثقافية، وتطوير المؤسسات.
لطالما عملت إثيوبيا وفرنسا معًا لتعزيز الترابط الإقليمي، ولا سيما من خلال خط السكك الحديدية التاريخي بين إثيوبيا وجيبوتي، الذي يعد واحدًا من أوائل رموز التحالف الاقتصادي بين البلدين.
وفيما يتعلق بالدبلوماسية الثقافية، تُعد مؤسسات مثل التحالف الإثيو-فرنسي، ومدرسة ليسيه غيبري-مريم، ومدرسة نوتردام العريقة، إرثًا حيًا لعلاقة تقوم على الاحترام المتبادل والإثراء الثقافي. ولا تزال هذه المؤسسات تُنمّي أجيالًا جديدة، وتعزّز الروابط بين الشعوب، وتعكس التزام فرنسا الدائم بدعم المشهد التعليمي والثقافي في إثيوبيا.
وفي السنوات الأخيرة، وصلت العلاقات الإثيوبية-الفرنسية إلى مستويات غير مسبوقة، مدعومة بإرادة سياسية قوية بين رئيس الوزراء آبي أحمد والرئيس إيمانويل ماكرون.
وتبرهن زيارات الرئيس ماكرون المتعددة إلى إثيوبيا، إضافة إلى اللقاءات المتكررة بين القادة في المنصات متعددة الأطراف — بما في ذلك قمة مجموعة العشرين الأخيرة — على مستوى الثقة الاستراتيجية المعززة بين البلدين.
ويمثل دعم فرنسا لأجندة الإصلاح في إثيوبيا، وحماية التراث الثقافي، ومبادرات الحوكمة الرشيدة، وجهود الديمقراطية، والتقدم التكنولوجي، وبناء المؤسسات، وتعزيز الدولة بشكل عام، فصلًا جديدًا في العلاقات الثنائية.
وقد تعهّد السفير لاميك بالتزام فرنسا المستمر بتعميق التعاون مع كلّ من الحكومة الإثيوبية وحزب الازدهار — خصوصًا في مجالات الديمقراطية، وتقوية المؤسسات، والتبادلات الثقافية، ودبلوماسية الأحزاب، والسعي الإثيوبي السلمي والمبدئي للوصول المستدام إلى البحر.
من جانبه، قدّم نائب رئيس حزب الازدهار وأمينه العام، آدم فرح، للسفير لاميك إحاطة موسعة حول الإصلاحات التحولية التي تشهدها إثيوبيا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية.
وسلّط الضوء على كيفية قيادة حزب الازدهار لهذه التغييرات الوطنية الواسعة من خلال المبدأ التوجيهي: "حزب . ويتجلى هذا النهج في انفتاح سياسي غير مسبوق — إذ يشغل قادة المعارضة الآن سبع حقائب وزارية، وارتفع عدد المنظمات المدنية بأكثر من 200 بالمئة، وأصبحت المؤسسات العامة تعكس قدرًا أكبر من الشمول دون الإخلال بمبدأ الجدارة.
وخلال المناقشة، جرى أيضًا التأكيد على الإصلاحات المؤسسية الكبرى. فمجلس الانتخابات الوطني الإثيوبي، الذي تم تعزيز قدراته واستقلاليته، يستعد للإشراف على الانتخابات العامة السابعة بشفافية ومصداقية. أما لجنة الحوار الوطني، المكلّفة بقيادة أول حوار وطني شامل في تاريخ إثيوبيا، فتمثل جهدًا تاريخيًا لمعالجة المظالم وتعزيز الوحدة المستدامة. وقد وصلت جهود تمكين النساء والشباب إلى مستويات تاريخية، حيث تشكل النساء نحو نصف أعضاء مجلس الوزراء ونصف مقاعد مجلس نواب الشعب.
كما جرى تسليط الضوء على الجهود المبذولة للتوفيق بين التنوع والوحدة من خلال الشعارين الوطنيين "الوحدة في التنوع" و"بناء السردية الوطنية الكبرى"، حيث يمثلان ركيزة أساسية لجهود بناء الدولة في إثيوبيا.
وأكد آدم أن الحكومة والحزب يستعدان بجدية لتحمّل مسؤولياتهما المزدوجة: تسهيل عملية انتخابية عادلة، والمنافسة بفاعلية في الانتخابات الوطنية المقبلة.
واختُتم الاجتماع بعزم مشترك على توسيع آفاق التعاون من خلال متابعات مستمرة، وبرامج تبادل، ومسارات جديدة للشراكة على مستويات متعددة. ومع رسم إثيوبيا وفرنسا لمسار طموح نحو المستقبل، تواصل صداقتهما التاريخية التعمّق في الغاية، والاحترام المتبادل، والرؤية الاستراتيجية.