التزامات إثيوبيا في اتفاقية التجارة الحرة القارية وجاهزية الشركات الصغيرة والمتوسطة

أديس أبابا، 26 نوفمبر2025 (إينا) — رغم أن السياسات والأطر التنظيمية في إثيوبيا تُظهر انسجامًا قويًا مع     التزامات وبروتوكولات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية    إلا أن الجاهزية الوظيفية والعملية ما تزال منخفضة، مما يجعل الشركات الصغيرة والمتوسطة غير مستعدة للاستفادة من الفرص المتاحة على مستوى القارة، بحسب بحثٍ نُشر اليوم.

وعُقدت جلسة هذا الصباح في فندق سكاي لايت لمناقشة تقدم إثيوبيا نحو تنفيذ اتفاقية  ودور الشركات الصغيرة والمتوسطة في التكامل الإقليمي.

وكشف البحث، الذي حمل عنوان "مواءمة السياسات واللوائح لتعزيز تنافسية الشركات الصغيرة والمتوسطة: رحلة إثيوبيا نحو تنفيذ "، أن السياسات والأطر التنظيمية في إثيوبيا تُظهر توافقًا كبيرًا مع التزامات وبروتوكولات  في مجالات تجارة السلع والخدمات، والتجارة الرقمية، والمنافسة، والتمكين، وتسوية النزاعات.

ومع ذلك، تبقى الجاهزية العملية والتنفيذية منخفضة، مما يجعل الشركات الصغيرة والمتوسطة غير مهيأة لاغتنام الفرص القارية.



 

وفقًا للبحث، لا يزال هناك نقص في مواءمة السياسات مع القدرة المؤسسية، وتطبيق اللوائح، والتشغيل المُركّز على الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار البحث إلى أن فجوات الاستعداد الرئيسية التي تؤثر بشكل مباشر على تنافسية الشركات الصغيرة والمتوسطة تتمثل في قواعد حماية المستهلك؛ ونقص الحماية القانونية ضد الشركات الإقليمية المهيمنة؛ ونقص السياسات الإقليمية المتكاملة للشركات الصغيرة والمتوسطة والمرأة والشباب؛ وغياب الروابط المحلية لتسوية النزاعات القارية.

وأشارت النتائج إلى أن استعداد الشركات الصغيرة والمتوسطة ووعيها بالمشاركة في التجارة البينية القارية بموجب اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية لا يزال محدودًا.

ومن بين 355 شركة صغيرة ومتوسطة شملها الاستطلاع، لا تشارك حاليًا سوى 11.4% منها في التجارة داخل أفريقيا، و60% منها تعمل بشكل غير رسمي، بينما لا تزال الغالبية العظمى (88%) تركز حصريًا على الأسواق المحلية.

وعلاوة على ذلك، أشارت النتائج إلى أن 13.99% فقط من الشركات الصغيرة والمتوسطة تعتبر نفسها مستعدة تمامًا للمشاركة في اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، بينما لا تملك 17.78% أي علم بالاتفاقية.

كما أكدت النتائج الحاجة المُلحة لبناء القدرات المُستهدفة، وتنسيق السياسات بشكل أقوى، وتعزيز مبادرات التوعية.

وفي كلمتها بهذه المناسبة، أكدت وزير الدولة للشؤون الخارجية، هاديرا أبيرا، على أهمية البحث المُستمر، والمشاركة في السياسات، والحوار مع أصحاب المصلحة لتوجيه كلٍّ من الإجراءات الوطنية والمبادرات القارية بفعالية.


 

قال هاديرا إن التجارة البينية الأفريقية تبلغ حوالي 17%، ولكن مع التنفيذ الكامل لاتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، من المتوقع أن تتجاوز هذه النسبة 50%، مشيرًا إلى أن إثيوبيا بدأت تجارة السلع كجزء من هذه المبادرة، وتحرز تقدمًا في المفاوضات المتعلقة بعرضها لتعريفات الخدمات.

وأشاد وزير الدولة بالجهود المشتركة لمعهد الشؤون الخارجية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إجراء البحث، ودعا إلى مواصلة التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجهات المعنية الأخرى لتعزيز جهود بناء القدرات واتخاذ قرارات سياسية مستنيرة.

من جانبه، أشار وزير الدولة للتجارة والتكامل الإقليمي، عبد الحكيم مولو، إلى أن هذا التجمع يمثل معلمًا استراتيجيًا لإثيوبيا، لا سيما في الاعتراف بدور الشركات الصغيرة والمتوسطة المحوري في تحولنا الاقتصادي


 

لتعظيم فرص الوصول إلى سوق يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 3.4 تريليون دولار أمريكي، شدد وزير الدولة على ضرورة تحديث ومواءمة سياسات الشركات الصغيرة والمتوسطة وأطرها التنظيمية بما يتماشى مع المعايير القارية.

صرح المدير التنفيذي لمعهد الشؤون الخارجية، جعفر بدرو، بأن الاستعداد لتطبيق اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية لا يقتصر على وزارة أو قطاع واحد فحسب، بل يتطلب مشاركة جماعية من صانعي السياسات والباحثين والممارسين والشركاء.

وأشار المدير التنفيذي إلى أنه على الرغم من تصديق إثيوبيا على الاتفاقية، إلا أن الالتزام السياسي يجب أن يقترن بالقوة المؤسسية والوضوح التنظيمي والكفاءة اللوجستية لضمان التنفيذ الفعال


 

وأشار المدير التنفيذي إلى أنه على الرغم من تصديق إثيوبيا على الاتفاقية، إلا أن الالتزام السياسي يجب أن يقترن بالقوة المؤسسية والوضوح التنظيمي والكفاءة اللوجستية لضمان التنفيذ الفعال.

وأشار إلى أن إطلاق البحث يمثل خطوة حاسمة في نهج إثيوبيا لتعزيز اندماجها في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، مؤكدًا أن البحث الدقيق على مستوى الدولة أمر بالغ الأهمية لتحديد الثغرات ووضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ تسهل المشاركة الفعالة في اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية.

من جانبه، أكد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إثيوبيا، صمويل دو، على الدور المحوري الذي تلعبه الشركات الصغيرة والمتوسطة في تعزيز النمو الشامل وخلق فرص العمل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثل عالميًا ما يقرب من 90% من جميع الشركات وتساهم في أكثر من نصف العمالة في أفريقيا.

مع وجود عدد كبير من الشباب في إثيوبيا وأجندة التصنيع الطموحة، قال إن دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ليس مجرد خيار بل ضرورة استراتيجية.

على الرغم من أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تمثل فرصة غير مسبوقة لأفريقيا لتعزيز التجارة بين القارات وخلق صوت اقتصادي موحد في مشهد عالمي سريع التطور، إلا أن الفرص وحدها لا تكفي لتحقيق الفوائد المحتملة لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية


 

أكد دو أن رواد الأعمال الإثيوبيين يواجهون تحديات مستمرة، بما في ذلك محدودية فرص الحصول على التمويل، وعدم كفاية الخدمات اللوجستية والبنية التحتية، وتجزؤ الأطر التنظيمية، مما قد يعيق استفادة العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة من اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية.

وفي هذا الصدد، تعهد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمساعدة إثيوبيا في ترجمة إرادتها السياسية إلى نتائج عملية للشركات الصغيرة والمتوسطة، موضحًا نهجًا ثلاثي الركائز يركز على ريادة الأعمال، والحصول على التمويل، وتحسين إدارة الأعمال.

ويشمل ذلك برامج تدريبية وحاضنات أعمال وبرامج إرشادية موجهة تهدف إلى تمكين النساء والشباب، إلى جانب مبادرات لبناء المهارات الرقمية وتعزيز ابتكار المنتجات.

وأكد دو على أهمية هذه التدخلات في مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على الانتقال من مؤسسات غير رسمية إلى شركات تنافسية، مما يزيد في نهاية المطاف من معدلات بقائها ويسهل حصولها على التمويل

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023