سدّ النهضة نموذج أفريقي ملهم: إثيوبيا تثبت قدرة القارة على تمويل تنميتها بمواردها الذاتية - ENA عربي
سدّ النهضة نموذج أفريقي ملهم: إثيوبيا تثبت قدرة القارة على تمويل تنميتها بمواردها الذاتية
أديس أبابا، 13 نوفمبر 2025 (وكالة الأنباء الإثيوبية) - يُعدّ سد النهضة الإثيوبي الكبير مثالاً بارزاً على نجاح تعبئة الموارد المحلية، وفقاً لماري جينا، الباحثة ومستشارة التنسيق في منظمة "تطوير إعادة التصور".
في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الإثيوبية، أشارت الباحثة ومستشارة التنسيق إلى أن سد النهضة يُظهر كيف يُمكن للدولة تمويل مشاريع التنمية الكبرى داخلياً بفعالية، وهو إنجازٌ مهمٌّ بالنظر إلى التحديات التي تواجهها العديد من الدول الأفريقية في الحصول على تمويلٍ عادلٍ وبأسعارٍ معقولة
صرحت قائلةً: "يُمثل سد النهضة الإثيوبي الكبير مثالاً رائعاً على كيفية حشد الموارد المحلية بفعالية"، مشيرةً إلى أن اتباع مناهج مبتكرة، مثل إشراك المغتربين، وتقديم حوافز ضريبية استراتيجية، واستكشاف آليات تمويل متنوعة، يُمكن أن يُحقق ذلك.
بُني مشروع البنية التحتية الرائد في إثيوبيا بالكامل من خلال التمويل المحلي، الذي تم حشده عبر مبيعات السندات، والتبرعات، وحملات الرسائل النصية القصيرة، ومبادرات مجتمعية مُتنوعة.
وأكدت ماري أيضاً أن هذه المشاركة المجتمعية تُعزز هدف التمويل المحلي، وتُشجع الشفافية في سياسات التحصيل لكل من القطاع الخاص والحكومة.
وأوضحت أن هذا النهج، بالإضافة إلى توليد الأموال، يُعزز أنظمة تحصيل التمويل المحلي، ويدعم أولويات التنمية الوطنية، ويبني ثقة الجمهور وملكيته للمشاريع الكبيرة مثل سد النهضة.
ووفقاً للباحثة ومستشارة التنسيق، لا تزال الدول الأفريقية تواجه عوائق في الحصول على تصنيفات ائتمانية عادلة وقروض مُيسرة، وهي العوامل اللازمة لتحقيق نمو مُستدام.
وتُؤكد ماري أن المشكلة لا تكمن في "كثرة الديون"، بل في عدم القدرة على الحصول على ديون رخيصة ومعقولة التكلفة.
أشارت ماري إلى الوكالة الأفريقية للتصنيف الائتماني كمبادرة مهمة لمعالجة أوجه عدم المساواة من خلال تقديم تقييم أكثر عدلاً للاقتصادات الأفريقية.
كما دعت إلى مناقشات قائمة على البيانات بين صانعي السياسات، مشيرةً إلى أن نقص الإحصاءات الموثوقة غالباً ما يعيق التوصل إلى حلول عملية.
من ناحية أخرى، يعتقد سفير الجمهورية الصحراوية لدى إثيوبيا، لمين بعلي، أن المفاوضات الجماعية ستضمن شروطاً أكثر عدلاً ومرونة من الدائنين الدوليين
وشدد على ضرورة تسهيل حصول جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي على التمويل من أجل التنمية أو الدين من أجل النمو، داعيًا إلى معاملة متساوية وعادلة وشفافة فيما يتعلق بخدمات الديون.
وأكد على أن التضامن والمساواة والاستدامة هي عوامل أساسية في نهج أفريقيا تجاه تمويل التنمية، بما يضمن تحقيق أقصى منفعة جماعية