إنطلاق المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الاولية 2025 فى اديس ابابا

 

أديس أبابا، 6 أكتوبر 2025 (إينا) - أكدت وزيرة الصحة الدكتورة مقدّس دابا أن إثيوبيا أحرزت تقدمًا ملحوظًا على مدى عقدين من الزمن، مسجلةً انخفاضًا كبيرًا في معدلات وفيات الأمهات والأطفال، مما يُسهم في إنقاذ الأرواح وليس مجرد تحسينات إحصائية.

انطلق اليوم في أديس أبابا المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية 2025، بمشاركة قادة الصحة العالميين لمعالجة الحاجة المُلحة إلى أنظمة رعاية صحية أولية مرنة ومُركزة على الإنسان في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

يُقام المؤتمر، الذي يستمر خمسة أيام، بالتعاون بين وزارة الصحة الإثيوبية والمعهد الدولي للرعاية الصحية الأولية.

خلال هذه المناسبة، أكدت وزيرة الصحة الإثيوبي الدكتورة مقدّس دابا على المسؤولية الوطنية والاستدامة في تقديم الرعاية الصحية.

استعرضت التقدم الملحوظ الذي أحرزته إثيوبيا على مدى عقدين، مشيرةً إلى الانخفاض الكبير في معدلات وفيات الأمهات والأطفال، واصفةً هذه الإنجازات بأنها إنقاذ للأرواح وتعزيز للأسر، وليست مجرد تحسينات إحصائية.

وأرجعت الوزيرة هذه المكاسب إلى النهج المجتمعي القوي الذي تتبعه إثيوبيا، مسلطةً الضوء على الاستثمارات الوطنية الضخمة، بما في ذلك بناء أكثر من 70 ألف مستشفى مجتمعي، وتطبيق نظام التأمين الصحي المجتمعي، الذي يغطي الآن 80% من السكان.

وشددت الدكتورة مقدّس على ضرورة تقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، داعيةً إلى آليات تمويل مستدامة، وتعزيز المؤسسات المحلية، والملكية الوطنية.

وأوضحت أن الحكومة تُنفّذ حاليًا إصلاحات شاملة لقطاع الصحة مبنية على هذه المبادئ الأساسية.

وحددت الوزيرة الأولويات الرئيسية التي تُحرّك أجندة إصلاح الوزارة في مجالات تمويل الرعاية الصحية، وإشراك القطاع الخاص، وتطوير القوى العاملة، والرقمنة، وقدرات التصنيع المحلية.

وقالت: "نُقيّم حاليًا مخاطر الاعتماد على المصادر الخارجية"، مؤكدةً على أن الاعتماد المالي على الذات لا يزال أمرًا حيويًا للحفاظ على استمرارية الخدمات الأساسية.

أشاد البروفيسور محمد الجنابي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، بالتزام إثيوبيا بالرعاية الصحية الأولية، واصفًا إياها بـ"مركز عالمي للمعرفة" ومثال على الابتكار المجتمعي.

وأعلن أن إثيوبيا حققت مؤخرًا مستوى النضج الثالث في نظام تصنيف الرعاية الصحية العالمي لمنظمة الصحة العالمية، لتنضم بذلك إلى تسع دول أفريقية فقط حققت هذا الإنجاز.

يُقر هذا التصنيف بنظام إثيوبيا المتكامل القادر على ترخيص المنتجات الطبية وإجراء مراقبة شاملة للسوق.

وأكد البروفيسور الجنابي أن "الرعاية الصحية الأولية القوية هي خط دفاعنا الأمامي وأساس صمودنا"، مشيرًا إلى الأهمية الحاسمة للرعاية الصحية الأولية في أفريقيا، التي تواجه توقعات بتضاعف عدد سكانها بحلول عام 2050، إلى جانب أنماط الأمراض المتطورة وتأثيرات تغير المناخ.

وأكد الدكتور أبنيت زيليكي، المدير التنفيذي للمعهد الدولي للرعاية الصحية الأولية في إثيوبيا، على النهج العملي للمؤتمر.

وقال: "بناءً على إرث المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية 2023، ننتقل هذا العام بحزم من الرؤية إلى العمل". قال: "موضوع هذا العام هو النهوض بالرعاية الصحية الأولية في القرن الحادي والعشرين، مع وضع الناس في المقام الأول".

ووصف الرعاية الصحية الأولية بأنها ليست سياسةً مجردة، بل "أساسٌ راسخٌ للوصول الفعال والعادل"، مستشهدًا بالعاملين في مجال الصحة المجتمعية الذين غالبًا ما يكونون نقطة الاتصال الأولى، وأحيانًا الوحيدة، داخل النظم الصحية.

وأبرز كيف تبني أنظمة الرعاية الصحية الأولية القوية ثقة المجتمع، وتُغيّر حياة الناس، وتُتيح القدرة على الصمود في وجه الأزمات.

وأشاد الدكتور أبنيت برحلة إثيوبيا التي امتدت لعقدين من الزمن في مجال الاستثمارات الجريئة في الرعاية الصحية الأولية، مشيرًا إلى أن البلاد قد بنت واحدًا من أكبر برامج الصحة المجتمعية في أفريقيا، حيث وفّرت خدمات أساسية لملايين الأشخاص.

وأكد أن هذا التقدم يتجاوز إثيوبيا، حيث تُطلق الدول الأفريقية نماذج مبتكرة تُقرّب الرعاية الصحية من المجتمعات المحلية، وتُسهم في دفع أجندة الرعاية الصحية الأولية العالمية قدمًا.

يهدف المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية 2025 إلى وضع استراتيجيات عملية، ونماذج رعاية صحية أولية مرنة، وحلول منصفة لتسريع التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وأكد المؤتمر على الاعتراف العالمي بأنه بدون أسس قوية للرعاية الصحية الأولية، لا يمكن تحقيق التغطية الصحية الشاملة أو الأمن الصحي بشكل فعال.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023