مستشار إقتصادي يشيد بمدينة مطار اثيوبيا بتكلفة 10 مليار دولار امريكي - ENA عربي
مستشار إقتصادي يشيد بمدينة مطار اثيوبيا بتكلفة 10 مليار دولار امريكي

مدينة مطار إثيوبيا، بتكلفة 10 مليارات دولار أمريكي، على وشك إحداث نقلة نوعية في قطاعي الطيران والسياحة
أديس أبابا، 18 سبتمبر 2025 (إينا) - تستعد إثيوبيا لإحراز قفزة نوعية في مجالات الطيران والتنمية الاقتصادية والربط الإقليمي مع إطلاق مدينة مطار بيشوفتو الدولي، وهو مشروع استثماري بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي تقوده الخطوط الجوية الإثيوبية.
في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الإثيوبية، وصف زيميدينه نيغاتو، الرئيس التنفيذي لبنك سي بي إي كابيتال للاستثمار والخبير الاقتصادي الشهير، المشروع بأنه مبادرة تحويلية للبلاد وشركة الطيران وأفريقيا ككل.
وقال زيميدينه: "هذا مشروع تحويلي، ليس فقط للخطوط الجوية الإثيوبية، بل للاقتصاد الإثيوبي وأفريقيا ككل. إنه ليس مجرد مطار، بل مدينة مطار، مشروع تطوير شامل يضم فنادق ومراكز تسوق ومرافق عالمية المستوى. سيكون وجهةً بحد ذاته."
يأتي هذا المشروع في وقت تشهد فيه الخطوط الجوية الإثيوبية، أكبر شركة طيران في أفريقيا وضمن أفضل 30 شركة طيران عالميًا، نموًا متسارعًا. تُقدر قيمة الشركة حاليًا بحوالي 8 مليارات دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تتوسع إلى ما يقرب من 30 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2040.
صُممت مدينة مطار بيشوفتو لاستيعاب هذا النمو، حيث توفر البنية التحتية اللازمة لمنافسة شركات الطيران العالمية العملاقة الاخري..
يقع المطار الجديد على بُعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب شرق أديس أبابا، وسيستقبل في البداية 60 مليون مسافر سنويًا، مع خطط توسع مستقبلية تتجاوز 100 مليون مسافر. وسيضم مدرجات متعددة، ومرافق شحن واسعة، ومحطات حديثة، مما يعزز مكانة إثيوبيا كمركز رئيسي للطيران في القارة الأفريقية.
يتوقع الخبراء أن يكون لمدينة مطار بيشوفتو الدولي آثار اقتصادية واسعة النطاق. وفقًا لزيمدينه نيغاتو، فإن جزءًا بسيطًا فقط من 20 مليون مسافر سنويًا على متن الخطوط الجوية الإثيوبية يزورون إثيوبيا يُمكن أن يُولّد مليون سائح جديد سنويًا، مما يُعزز اقتصاد البلاد بشكل كبير.
من المتوقع أن يُوفر هذا الاستثمار، الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار أمريكي، آلاف الوظائف المباشرة في قطاعات البناء والطيران والخدمات اللوجستية والضيافة وتجارة التجزئة، بالإضافة إلى فرص عمل غير مباشرة في جميع أنحاء المنطقة. علاوة على ذلك، ستُعزز مدينة المطار مكانة إثيوبيا كمركز اقتصادي واستثماري إقليمي، تجذب المستثمرين العالميين والمحليين على حد سواء.
تُعدّ الخطوط الجوية الإثيوبية نفسها مصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية للبلاد، ومن المتوقع أن يُعزز المطار الجديد هذه الإيرادات، مُساهمًا بشكل كبير في الإيرادات الوطنية.
مدينة مطار بيشوفتو ليست مجرد مشروع بنية تحتية، بل هي بوابة استراتيجية تربط أفريقيا ببقية العالم. سيكون المطار بمثابة مركز للمسافرين عبر القارة، مُعززًا التكامل الإقليمي والتجارة والتواصل بين الشعوب.
وأوضح زيمدينه: "ستُعزز مدينة المطار ربطًا أكبر للمسافرين الأفارقة، مما يسمح لإثيوبيا بأن تُصبح نقطة عبور مركزية بين أفريقيا والوجهات العالمية".
ستتجاوز مدينة المطار البنية التحتية للطيران، لتشمل الفنادق، ومتاجر التجزئة، والخدمات اللوجستية، ومرافق الترفيه. وتشمل الخطط توسيع علامة فندق سكاي لايت التجارية، مما قد يرسخ مكانتها كعلامة تجارية أفريقية إقليمية أو عالمية. ولن يدعم هذا السياحة فحسب، بل سيعزز أيضًا تجربة المسافرين الشاملة والقيمة الاقتصادية لمدينة المطار.
تركز شركة الطيران حاليًا على استكمال مواقع إعادة توطين المزارعين المتضررين، والمتوقع الانتهاء منها بنهاية سبتمبر 2025. ومن المقرر نقل السكان في نوفمبر، يليه وضع حجر الأساس الرسمي للمطار في أوائل ديسمبر.
وقال زميدينه: "يمثل وضع حجر الأساس علامة فارقة تاريخية لإثيوبيا والطيران الأفريقي". وأضاف: "يجمع هذا المشروع بين البنية التحتية الحديثة والنمو الاقتصادي والسياحة والترابط الإقليمي. وسيشكل المشهد الجوي والاقتصادي للقارة لعقود قادمة".
مدينة مطار بيشوفتو الدولي ليست مجرد مطار، بل هي مشروع رؤيوي يضع إثيوبيا في طليعة الطيران والسياحة والتنمية الاقتصادية في أفريقيا.