علماء يكشفون عن حفريات قد تُغير فهمنا للتطور البشري


أديس أبابا، 13 أغسطس 2025 (إينا) - أعلن باحثون يعملون في منطقة عفر الإثيوبية عن اكتشاف نوع جديد من الأسترالوبيثكس وأقدم عينة من جنس الإنسان، وهي نتائج قد تُغير فهمنا للتطور البشري.

تكشف الحفريات، التي اكتشفها مشروع أبحاث ليدي-جيرارو، أن سلفين بشريين مُختلفين - الأسترالوبيثكس والإنسان البدائي - عاشا جنبًا إلى جنب في وادي أواش السفلي منذ ما يقرب من 2.6 إلى 2.78 مليون سنة.

صرحت البروفيسورة آمي ريكتور، المديرة المشاركة لمشروع أبحاث ليدي-جيرارو: "هذه هي المرة الأولى في شرق إفريقيا التي نجد فيها أدلة على تداخل هذين السلالتين في الزمان والمكان".


 

يثير تعايشهما المحتمل العديد من التساؤلات، بما في ذلك كيفية تنافسهما على المشهد الطبيعي، وكيف تطورا معًا في منطقة عفر، وفي النهاية، ما معنى أن تكون إنسانًا.

وُجد أن الاكتشافات تشمل 13 سنًا لأشباه البشر عُثر عليها حديثًا، جُمعت بين عامي 2015 و2018. من بينها ضرس ضاحك يعود تاريخه إلى حوالي 2.78 مليون سنة، حُدد على أنه ينتمي إلى الإنسان البدائي - مما يُبعد الوجود المعروف لهذا الجنس في المنطقة.

وتم تحديد مجموعة أخرى من الأسنان، عمرها أقل بقليل من 2.63 مليون سنة، على أنها تنتمي إلى نوع جديد تمامًا من الأسترالوبيثكس لم يكن معروفًا من قبل للعلم.

وأوضح البروفيسور ريكتور: "هذه الأسنان هي أول نوع من الأسترالوبيثكس يُعثر عليه على قيد الحياة في وادي أواش السفلي بعد اختفاء نوع لوسي".

في ليدي-جيرارو، وُجد كلٌّ من الإنسان وأسترالوبيثيكوس خلال هذه الفترة الزمنية الحرجة، راسمًا صورةً أكثر تعقيدًا لشجرة عائلتنا مما كان يُعتقد سابقًا.

أشاد المدير العام لهيئة التراث الإثيوبية، أبيباو أيالو، بالنتائج ووصفها بأنها "ذات أهمية بالغة لإثيوبيا والعالم أجمع".

وأشار إلى أن "هذه الاكتشافات تضع إثيوبيا في مصافّ أي بلدٍ آخر كأصلٍ للبشرية. نتائج أبحاثكم قيّمةٌ لكم ولبلدنا، ناهيك عن المجتمع العلمي ككل".


 

قام مشروع أبحاث ليدي-جيرارو، وهو مشروع تعاوني بين جامعة ولاية أريزونا وهيئة التراث الإثيوبية منذ عام 2002، برحلات استكشافية متكررة إلى منطقة عفار، مُسفرًا عن سلسلة من الاكتشافات الأحفورية المهمة.

ستُنشر أحدث النتائج في مجلة خلال وقت قصير، مما يُرسّخ دور إثيوبيا كمركزٍ رئيسيٍّ لأبحاث علم الإنسان القديم.

وأضاف المدير العام أن "هذه النتائج تؤكد مساهمة إثيوبيا التي لا مثيل لها في الكشف عن قصة الأصول البشرية"، مشيرا إلى خطط الحكومة لإنشاء متحف وطني جديد يضم معرضا دائما مخصصا للاكتشافات ذات الأهمية العالمية.
 

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023