الطفرة الزراعية في إثيوبيا - ENA عربي
الطفرة الزراعية في إثيوبيا

بقلم : محمد شافي
تتمتع إثيوبيا بموارد طبيعية مذهلة ، من الأرض الخصبة ، والمناخ الملائم والمتنوع ، والموارد المائية التنوعة ، والأمطار الموسمية الوفيرة ، والطبيعة الجغرافية والإيكولوجية المذهلة ، هذه الهبات الربانية مجتمعة كان بإمكانها أن تجعل إثيوبيا سلة غذاء إفريقيا .
ولكن للأسف الشديد فإن إدراك هذه الإمكانيات وإدارتها كانا مفقودين في ظل الأنظمة السابقة جعلت إثيوبيا دولة غير مكتفية غذائيا لسنوات طويلة .
ومنذ بزوغ فجر الإصلاحات التي كان قائدها رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي أحمد ، تم وضع استراتيجية واضحة للاستفادة من القطاع الزراعي ، وتم القيام بجهود جبارة خلال الأعوام السبع الماضية حتى تمكنت إثيوبيا من الاكتفاء ذاتيا من محصول القمح بل وتصديرها إلى الخارج .
إن هذه الإنجازات لم تأتي سدى بل سبقتها مبادرات ملموسة تتمثل في التركيز على الزراعة العنقودية، والزراعة الآلية، والزراعة على مدار العام، والتحول عن الممارسات المعتمدة على الأمطار.
ليس هذا فحسب فقد وضعت البلاد خطة استراتيجية عشرية، تتماشى مع خطة التنمية الوطنية، لتعزيز الأمن الغذائي في جميع أنحاء إثيوبيا.
وبفضل هذه الجهود تشير تقارير صادرة من وزارة الزراعة أن الأراضي المزروعة ارتفعت من 12.5 مليون هكتار قبل الإصلاح إلى 20.5 مليون هكتار خلال موسم الامطار الصيفية ، كما ارتفع الحصاد الوطني من 293 مليون قنطار إلى 608 ملايين قنطار .
من ضمن الجهود التي قامت بها الحكومة لتحقيق الإصلاح الزراعي هو رقمنة القطاع ، فقبل سنتين وقع معهد التحول الزراعي مذكرة تفاهم مع شركة لرشا الوطنية للعمل على رقمنة قطاع الزراعة الإثيوبية.
وتركز مذكرة التفاهم التي سيتم تنفيذها على مدى ثلاث سنوات على تنفيذ خدمات الزراعة الرقمية المختلفة للمزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة مع مجموعة متنوعة من سلاسل القيمة ذات الأولوية وخلق فرص عمل شاملة في مجموعات الإنتاج الزراعي.
وهذه الشركة تعمل على إنشاء ملفات تعريف رقمية لـ 1,050,000 مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة وتقديم الاستشارات المناخية والزراعة وتوصيات بشأن الأسمدة.
واستنادا إلى الرؤية الإفريقية لإثيوبيا في كافة المجالات فقد شاركت إثيوبيا في القمة الخاصة ببرنامج التنمية الزراعية الشاملة لأفريقيا، والتي عقدت في العاصمة الأوغندية كامبالا في مطلع هذا العام .
وفي تلك المناسبة أوضح وزير الزراعة الإثيوبي الدكتور غرما أمنتى أن انطلاق القارة الأفريقية في تنفيذ استراتيجية جديدة وخطة عمل للبرنامج خلال الفترة من 2026 إلى 2035 يتطلب الاعتراف بالدور الحاسم الذي تلعبه الزراعة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للقارة.
وأشار إلى أن الزراعة ليست مجرد قطاع اقتصادي بل هي الأساس الذي يعتمد عليه ملايين الأفارقة في حياتهم اليومية، فضلاً عن كونها محركاً رئيسياً للتنمية المستدامة.
هذه الجهود وغيرها جعلت إثيوبيا تحظى باعتراف دولي ، حيث نال رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي أحمد على ميدالية أغريكولا من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في عام 2024.
هذه الميدالية هي أعلى تكريم تمنحه المنظمة، وتُمنح للأفراد الذين يقدمون مساهمات بارزة في الأمن الغذائي العالمي والتنمية الريفية والتغذية وتخفيف حدة الفقر.
وهاهي الآن تستعد إثيوبيا لاستضافة قمة الأمم المتحدة المقبلة لنظم الأغذية في 27 من الشهر الجاري تتويجا لهذه المساعي .