إثيوبيا تدعو إلى تضافر جهود أكبر بين تعاونيات الادخار والائتمان والقطاع الزراعي

أديس أبابا، 26 يونيو 2025 (إينا) - أكدت وزيرة الدولة للزراعة في إثيوبيا، صوفيا كاسا، على الحاجة الماسة إلى تعزيز التآزر الوثيق بين تعاونيات الادخار والائتمان والقطاع الزراعي، باعتباره حجر الزاوية لتحقيق الأمن الغذائي على المستويين الوطني والقاري.

انعقد مؤخرًا في أديس أبابا، إثيوبيا، مؤتمر المائدة المستديرة التنظيمي لتعاونيات الادخار والائتمان في أفريقيا (2025)، والذي استمر أربعة أيام.

وجمع المؤتمر كبار المسؤولين الحكوميين، والجهات التنظيمية في تعاونيات الادخار والائتمان، وخبراء الصناعة، وشركاء التنمية، وقادة التعاونيات من جميع أنحاء أفريقيا وخارجها، لمناقشة تعزيز الأطر التنظيمية لتعاونيات الادخار والائتمان.


 

وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية، قالت وزيرة الدولة للزراعة، صوفيا كاسا، إن الزراعة في إثيوبيا لا تزال العمود الفقري للاقتصاد، حيث ساهمت في توظيف أكثر من 65% من السكان، كما تساهم بشكل كبير في الصادرات والأمن الغذائي وسبل الحياة الريفية.

وأضافت أن القطاع يشهد حاليًا تحولًا من خلال الري، مع زيادة التركيز على التسويق التجاري، والإنتاج المقاوم لتغير المناخ، وسلاسل القيمة الزراعية.

ومع ذلك، ذكرت وزيرة الدولة أن القيود المالية التي يواجهها القطاع ، مثل ارتفاع تكاليف الخدمات المالية وصعوبة الحصول على التمويل - لا تزال تشكل تحديات أمام تعزيز الإنتاجية وتوسيع استثمارات التصنيع الزراعي، مما يقوض جهود التحول الزراعي.

وفي هذا الصدد، أكدت أن الجمعيات التعاونية للادخار والائتمان تُعد أنظمة مالية بالغة الأهمية تُمكّن المزارعين والشركات الزراعية والمجتمعات الريفية من الازدهار.

وأضافت أن "التآزر بين الزراعة والتعاونيات ليس استراتيجيًا فحسب، بل هو ضروري للأمن الغذائي الوطني والقاري على حد سواء"، مشيرةً إلى أن السياسة الزراعية المُعدلة حديثًا في إثيوبيا تُشدد على الحاجة المُلحة إلى تعزيز التعاونيات وتحديثها كأداة أساسية لتحويل الزراعة.

من جانبه، أكد جورج أومبادو، المدير التنفيذي للاتحاد الأفريقي لجمعيات الادخار والائتمان التعاونية ، على قوة التعاونيات في تحقيق التحول الشامل في القارة الأفريقية.


 

وأضاف أن نموذج أعمال الجمعيات التعاونية للادخار والائتمان يهدف إلى تمكين شعوب أفريقيا.

وأشار المدير التنفيذي إلى أن الجمعيات التعاونية للادخار والائتمان هي الأدوات، وتقع على عاتقها مسؤولية دعم الشمولية في القارة من خلال الحفاظ على أعلى معايير الحوكمة والشفافية والمساءلة.

وقال: "نتحمل مسؤولية مشتركة مع  الجمعيات التعاونية للادخار والائتمان ، فهي أدوات فعّالة لدعم الشمولية في القارة والحفاظ على أعلى معايير الحوكمة والشفافية والمساءلة".

وأشار إلى أن للاتحاد الأفريقي لجمعيات الادخار والائتمان التعاونية ملتزمة بتشجيع الناس على بناء قارة يثقون فيها .

ومن جانبه قال مفوض التعاونيات الإثيوبي، شفراو شغوطي، إن إصلاح الجمعيات التعاونية للادخار والائتمان في إثيوبيا لم يعد مجرد فكرة؛ بل هو حركة مستمرة.

وأفاد المفوض أن إثيوبيا تضم ​​23,659 جمعية تعاونية رئيسية للادخار والائتمان، 79% منها تقع في المناطق الريفية و21% في المراكز الحضرية، وتنضوي تحت 125 اتحادًا لجمعيات الادخار والادخار، تخدم مجتمعةً 8.3 مليون عضو، 48% منهم نساء.


 

وأشار إلى أن جمعيات الادخار والادخار تُحشد مدخرات وتمويلًا واسع النطاق، وهو أمر بالغ الأهمية للزراعة، والشركات الصغيرة، والنقل، والإسكان، وغيرها.

وأقر المفوض بالتحديات التي تُعيق الإمكانات الكاملة لجمعيات الادخار والادخار، مثل محدودية العضوية وقلة النشاط في العديد من التعاونيات، وخاصةً بين الشباب الذين يعانون من عادات العمل غير الرسمية وضعف الحوكمة، وغيرها.

وأضاف أنه للتغلب على هذه التحديات أطلقت إثيوبيا أجندة وطنية شاملة لإصلاح جمعيات الادخار والادخار، بما يتماشى مع برنامج الإصلاح الاقتصادي المحلي وخطة التنمية العشرية.

وأوضح المفوض أن تحديث الأطر القانونية والسياسية، وتعزيز آليات الحوكمة والرقابة، وتوسيع الخدمات المالية الرقمية، وتنويع خدمات الادخار والقروض بما يتناسب مع الاحتياجات الاقتصادية الحقيقية من بين الإصلاحات.

كما أشار إلى أن الإصلاحات ستعيد تموضع التعاونيات الادخارية والائتمانية كمؤسسات ديناميكية وشاملة وموجهة نحو النمو، لخدمة المزارعين والشباب ورواد الأعمال والفئات الضعيفة، ليس فقط من خلال الائتمان، بل أيضًا من خلال الفرص والكرامة.


 

وإدراكًا منه أنه لا يمكن تحقيق إنجازات أكبر بمعزل عن بعضها البعض، شدد على أن منصات مثل التعاونيات الادخارية والائتمانية ضرورية لتعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب، وتمكين التعلم بين الأقران، والتصدي الجماعي للتحديات المشتركة.

وأخيرًا أكد مجددًا التزام إثيوبيا بالتعلم والمشاركة وإيجاد حلول مشتركة من شأنها أن تعزز الأجندة الوطنية والحلم الجماعي بنهضة تعاونية أفريقية.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023