منظمة الصحة العالمية : أكثر من مليار شخص معرضون لمخاطر التبغ

 - أديس أبابا ،24 يونيو 2025 (إينا) - كشف تقرير وباء التبغ العالمي 2025 الصادر عن منظمة الصحة العالمية، والذي نُشر في 23 يونيو خلال المؤتمر العالمي لمكافحة التبغ في دبلن، عن إنجاز تاريخي في جهود مكافحة التبغ العالمية.

ويفيد التقرير بأن حوالي 6.1 مليار شخص، أي ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان العالم، يتمتعون الآن بحماية تدبير واحد على الأقل من تدابير مكافحة التبغ ضمن استراتيجية.

هذه الاستراتيجية التي أُطلقت عام 2007 وتضم ستة تدابير فعالة للحد من تعاطي التبغ، شهدت نموًا كبيرًا من مليار شخص فقط مشمولين في عام 2007.

وقد طبقت 155 دولة تدبيرًا واحدًا على الأقل من تدابيرها بأفضل الممارسات، مع نجاح كل من البرازيل، وموريشيوس، وهولندا، وتركيا في تنفيذ جميع التدابير الستة بالكامل، بينما تقترب سبع دول أخرى، بما في ذلك إثيوبيا والأردن، من إكمال التنفيذ.
على الرغم من هذا التقدم الملحوظ، يسلط التقرير الضوء على ثغرات خطيرة. حيث لم تعتمد 40 دولة بعد أيًا من التدابير بأعلى المعايير الموصى بها، ولا تزال أكثر من 30 دولة تسمح ببيع السجائر دون تحذيرات صحية إلزامية.

وتحذر منظمة الصحة العالمية بشدة من تزايد تدخل صناعة التبغ، الذي يمثل تحديًا متناميًا يهدد بتقويض المكاسب التي تحققت على مدى العقدين الماضيين.
ومن أبرز النجاحات التي أبرزها التقرير هو الزيادة في التحذيرات الصحية المصورة على عبوات التبغ. ففي عام 2007، كانت تسع, دول فقط تشترط هذه التحذيرات، أما اليوم فقد ارتفع هذا العدد إلى 110 دول، ليغطي 62% من سكان العالم. بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت 25 دولة التغليف البسيط للحد من جاذبية منتجات التبغ.

ومع ذلك، لا يزال تطبيق هذه التدابير متفاوتًا، وتظل لوائح تغليف التبغ الخالي من الدخان ضعيفة في العديد من المناطق. كما يشير التقرير إلى أن 110 دول لم تطلق حملات إعلامية لمكافحة التبغ منذ عام 2022، على الرغم من فعاليتها المثبتة.

وبالرغم من هذه الجهود يعيش 36% من سكان العالم الآن في دول أطلقت حملات لأفضل الممارسات، مقابل 19% قبل ثلاث سنوات فقط،
حيث شهدت المجالات حيوية مثل الضرائب، ودعم الإقلاع عن التدخين، وحظر الإعلانات تقدما بطيئا. فمنذ عام 2022 لم ترفع سوى ثلاث دول ضرائب التبغ إلى مستوى أفضل الممارسات، ولا تزال 134 دولة تفشل في جعل أسعار السجائر أقل تكلفة.

ولا يحصل سوى ثلث سكان العالم على خدمات شاملة للإقلاع عن التبغ. كما لا يوجد حظر شامل للإعلانات إلا في 68 دولة فقط، ويصل إلى 25% فقط من سكان العالم.
ولا يزال التدخين السلبي يمثل مشكلة حرجة، حيث يتسبب في وفاة ما يقدر بـ 1.3 مليون شخص سنويًا. وقد أفادت منظمة الصحة العالمية أن 79 دولة لديها الآن قوانين تحظر التدخين، بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا وسيراليون وسلوفينيا وأوزبكستان التي تبنتها مؤخرًا.

وفي سياق متصل يتزايد تنظيم أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية مثل السجائر الإلكترونية. وقد ارتفع عدد الدول التي تنظمها أو تحظرها من 122 دولة في عام 2022 إلى 133 دولة في عام 2024. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 60 دولة تفتقر إلى أي شكل من أشكال التنظيم.

وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة لسد الثغرات في السياسات، وتعزيز إنفاذ القوانين، ومقاومة تأثير صناعة التبغ، مؤكدة على أن الاستثمار المستمر في الأدوات المجربة هو مفتاح القضاء على وباء التبغ وحماية الأجيال القادمة.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023