المؤتمر الأفريقي يُشدد على الحاجة المُلِحّة للاستثمار في الأطفال

 

أديس أبابا، 18 يونيو 2025 (إينا) - شُدّد على الحاجة المُلِحّة للاستثمار في الأطفال خلال المؤتمر الأفريقي لرعاية الطفولة الذي افتُتح في أديس أبابا اليوم.

صرحت ليلى جاد، ممثلة اليونيسف لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا، بأن مستقبل أفريقيا يعتمد على كيفية رعايتنا لأطفال القارة اليوم.


 

وأضافت أن أكثر من 400 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة في جميع أنحاء القارة الأفريقية النابضة بالحياة يواجهون تحديات الفقر وسوء التغذية ونقص فرص الحصول على تعليم جيد ورعاية صحية غير كافية والتعرض للعنف والإهمال.

وأضافت جاد أن الأطفال يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية والتغذية الجيدة وبيئة رعاية آمنة، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه التحديات. بدون إجراءات حاسمة، سيتخلف ملايين الأطفال عن الركب، مما يعمق أوجه عدم المساواة ويحد من إمكانات نمو القارة.

وبينما نسعى جاهدين لتحقيق طموحات أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة، من الواضح أن الاستثمار في أطفالنا في السنوات الأولى ليس اختياريًا؛ بل هو أمر ضروري. فالسنوات الأولى هي الفترة الأكثر أهمية لنمو الأطفال.


 

افتتحت عمدة أديس أبابا، أدانيش أبيبي، المؤتمر تحت شعار: "بناء شراكة لتسريع الإجراءات نحو رعاية أطفال عالية الجودة وشاملة في أفريقيا"، مؤكدةً على أهمية التعاون واتخاذ إجراءات هادفة من أجل مستقبل الأطفال الأفارقة.

وأكدت أن حقوق الأطفال في إثيوبيا جزء لا يتجزأ من الأولويات الوطنية، مع التركيز على توفير التعليم الابتدائي والثانوي للجميع، مشيرةً إلى أن المدينة تُطعم مئات الآلاف من الأطفال في المدارس الحكومية وجبتين يوميًا.

ورغم هذه الجهود وغيرها، لا يزال الواقع في جميع أنحاء البلاد والقارة ككل قاسيًا، حيث لا يتمكن مئات الملايين من الحصول على رعاية أطفال عالية الجودة وبأسعار معقولة، على حد قول العمدة.

وأشارت إلى أنه "لا يمكن لأي جهة فاعلة بمفردها مواجهة تحديات ضمان رعاية أطفال عالية الجودة وبأسعار معقولة، ولكن معًا، ومن خلال التعلم المشترك، يمكننا بناء نظام رعاية أطفال يعكس قيمنا ويلبي احتياجاتنا".


 

وقالت أما توم-أمواه، مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن رفاهية الأطفال ليست ضرورة اجتماعية، بل هي مسؤولية اقتصادية وأخلاقية تتحدى قوة المجتمع وقدرته على الصمود.

وأضافت أن توفير رعاية أطفال عالية الجودة وبأسعار معقولة في جميع أنحاء القارة الأفريقية لا يزال يمثل تحديًا للكثيرين، لا سيما في المجتمعات المحرومة، مؤكدةً على أن وجود نظام قوي لصحة الأم، وإجازة أبوية كافية، وخدمات متكاملة للطفولة المبكرة، أمور أساسية لضمان حصول أطفال أفريقيا على الرعاية التي يحتاجونها في أيامهم الأولى.

وفي هذا الصدد، يتعين على صانعي السياسات والمدافعين عن حقوق الطفل تحمل مسؤولية مهنية لضمان حصول كل طفل، بغض النظر عن ظروفه، على فرصة النمو في بيئة آمنة وداعمة ومُمكِّنة.

يلتزم الاتحاد الأفريقي، تماشيًا مع أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة، بتعزيز السياسات التي تُعطي الأولوية للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، ودعم الوالدين، والحماية الاجتماعية لأصغر المواطنين. إن الاستثمار في رعاية الأطفال هو استثمار في القوى العاملة الأفريقية المستقبلية، وفي صحتهم، وازدهارهم.


 

من جانبها، قالت ماري جيتوي، رئيسة شبكة أفريقيا للطفولة المبكرة (AfECN)، إن توفير رعاية أطفال عالية الجودة سيُمكّن الأسر من ضمان نمو أطفالها في بيئات آمنة ومحفزة وداعمة.

وأكدت الرئيسة على ضرورة الالتزام الجماعي بالعمل على ضمان حصول الأطفال الأفارقة على فرصة النجاح وإطلاق العنان لإمكاناتهم في جميع الظروف.


 

وتلتزم شبكة أفريقيا للطفولة المبكرة بتعزيز الشراكات والتعاون في النهوض بأجندة رعاية الأطفال، وتدعم جميع الجهود الرامية إلى تعزيز وبناء أنظمة رعاية الأطفال.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023