رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي المنتخب يحدد اولوياته الإستراتيجية

 

أديس أبابا، 13 مايو 2025 (إينا) - حدّد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، يوم الاثنين، الأولويات الرئيسية لإدارته، مشيرًا إلى تركيز متجدد على السلام والأمن في القارة، وتعزيز حضور أفريقيا على الساحة العالمية، ودفع عجلة التنمية من خلال الابتكار الرقمي.

قدّم إحاطة رؤىً حول التوجه الاستراتيجي في ظل القيادة الجديدة لمفوضية الاتحاد الأفريقي.

وفي حديثه لوسائل الإعلام الدولية والمحلية، أكد الرئيس يوسف أن ضمان السلام والأمن لا يزالان الأولوية القصوى للمفوضية.

وأكد أن التغييرات غير الدستورية في الحكومات لا تزال تُشكّل تهديدًا كبيرًا للاستقرار في جميع أنحاء أفريقيا، مؤكدًا التزام مفوضية الاتحاد الأفريقي بمعالجة هذه الاضطرابات وتعزيز الحوكمة الديمقراطية لحماية سيادة الدول الأعضاء ورفاهها.

، أكد رئيس المفوضية عزمها على تعزيز نفوذ أفريقيا عالميًا.

إلى جانب الاستقرار القاري

 

يُعد تعزيز دور الاتحاد الأفريقي في الدبلوماسية الدولية هدفًا رئيسيًا، لا سيما في الدعوة إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ووصف الهيكل الحالي بأنه "ظلم تاريخي" يجب تصحيحه ليعكس المكانة التي تستحقها أفريقيا في الحوكمة العالمية.

ونظرًا للمستقبل، سلّط الرئيس يوسف الضوء على الأولويات التطلعية الرامية إلى دفع عجلة الابتكار والتنمية المستدامة.

ويشمل ذلك تعزيز الاقتصاد الرقمي والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء القارة.

وتتمثل الركائز الأساسية لهذه الرؤية في تمكين الشباب والمرأة؛ وتعزيزًا لهذا الالتزام، عُيّن وزير خارجية تنزانيا السابق مبعوثًا خاصًا جديدًا للاتحاد الأفريقي لشؤون المرأة.

كما تعمل المفوضية على تعميق تعاونها مع المجموعات الاقتصادية الإقليمية لتعزيز التنسيق وتحقيق تنفيذ أكثر تماسكًا للسياسات في جميع أنحاء أفريقيا. كما أُحرز تقدم ملحوظ في قطاع الصحة، لا سيما في تعزيز التأهب والاستجابة للأوبئة من خلال العمل الحاسم الذي تقوم به المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها

(Africa CDC).

تشير هذه الأولويات، التي حددها الرئيس يوسف، إلى توجه واضح لمفوضية الاتحاد الأفريقي في سعيها لمواجهة التحديات المعقدة واغتنام الفرص المتاحة لتقدم القارة.

كما أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على المشاركة الاستباقية للقارة في إطار مجموعة العشرين، داعيًا إلى الاستثمار في البنية التحتية، ومُعطيًا الأولوية لمصالح أفريقيا التجارية والتنموية.

يعمل الاتحاد الأفريقي على تسريع تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية من خلال معالجة الاختناقات اللوجستية وإزالة الحواجز غير الجمركية. ومن المتوقع أن تزيد هذه المبادرة التجارة البينية الأفريقية بأكثر من 50%، مما يخلق ملايين الوظائف ويعزز سبل العيش في جميع أنحاء القارة.

في إطار التطلع إلى أهمّ اللقاءات الدبلوماسية، بما في ذلك الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في 21 مايو 2025، أكّد الرئيس يوسف عزم الاتحاد الأفريقي على تعميق التعاون في مجالات السلام والهجرة والحوكمة المتعددة الأطراف.

كما بين التزام الاتحاد بتعزيز العلاقات مع دول البريكس والشركاء العرب، مع التركيز المشترك على البنية التحتية والطاقة والتنمية المستدامة.

وفي كلمته الختامية، دعا الرئيس يوسف بقوة إلى الوحدة والانضباط والقيادة الجريئة، مشيرًا إلى أن أفريقيا يجب أن تحدد مسارها الخاص وأن تُرسّخ مكانتها في نظام عالمي متطور.