عيد الغطاس هو عيد الوحدة و المحبة و السلام في أثيوبيا

 

أديس أبابا

19يناير2018

تحتفل الكنيسة بهذا العيد سنويًا بذكرى تعميد الرب و ظهور السر المكتوم منذ زمن طويل وظهر بتعميد المخلص  و هذا السر هو سر الثالوث الاقدس الذي هو قاعدة إيمانها القديم و أساس الدين المستقيم ذلك فإن الابن ظهر في الأردن متجسدا  و تعمد في الماء و الروح القدس ظهر بهيئة حمامة و استقر عليه و صوت الأب نادى من السماء هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت به و لهذا يسمى عيد الظهور الإلهي أي ظهور هذا السر العظيم فيه كما يسمى بالغطاس لأن الرب اقتبل فيه العماد بالتغطيس بالإجماع.

و قد اتخذت الكنيسة الاحتفال به من الرسل أنفسهم بدليل ما جاء في أوامرهم و هو بنصه (فليكن عندكم جليلًا عيد الظهور الذي هو عيد الغطاس لأن الرب بدأ يظهر فيه لاهوته في المعمودية في الأردن من يوحنا و اعملوه في يوم 6 (من الشهر  العاشر العبرانيين 11 من الشهر الخامس و لا تشتغلوا في عيد الحميم لأن فيه ظهرت لاهوتية المسيح و شهد له الأب في العماد و نزل عليه الروح القدس بشبه حمامة و ظهر الذي شهد له للقيام أن عيد الظهور الإلهي هو من الأعياد الأولية و قد تعين تذكارًا لظهور الإله على الأرض و معاشرته للبشر .

و اما عادات الاحتفال بعيد كترا والغطاس في اثيوبيا على النحو التالي :-

يسمى عيد الغطاس باللغة المحلية اي عيد طمقت واليوم الذي قبله يسمى كترى .

و هو واحد من المهرجانات الدينية الكبرى لدى المسيحيين الأرثوذكسيين الإثيوبيين في 19 يناير (أو 20 يناير مرة واحدة كل أربع سنوات) الاحتفال بذكرى معمودية المسيح في نهر الأردن من قبل يوحنا المعمدان يتم الاحتفال به بعد 12 يومًا من احتفال عيد جينا أو عيد الميلاد المسيح عليه السلام.
إن أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية يقدسون هذا العيد بشكل كبير كفترة من الإحياء و التجديد الديني و أيضاً بمناسبة شكرلله على حمايته و دعمه في تغذية روحهم.
و ان عيد الغطاس (طمقت) يحتفل به بعد انتهاء موسم الحصاد في إثيوبيا و سيكون لديهم بعض الوقت للأنشطة في الماضي مثل زيارات الأصدقاء أو أداء واجبات الشخصية المختلفة.
و يتميز هذا العيد  لاتباع الكنيسة حيث يقومون مباشرة من عشية 19 يناير المعروف بين الأرثوذكس الإثيوبيين باسم كترا و في هذا اليوم  يتم اخراج التابوت من كل كنيسة في موكب إلى مكان بالقرب من النهر أو المكان المنخفض في المناطق الريفية أو على بقعة معمودية خاصة أعدت لهذه المناسبة .

و بهذه المناسبة اجرى مندوب وكالة الأنباء الاثيوبية القسم العربي مع القس ابونا حديث  في كنيسة جورجيس وقال القس أبونا حديث ابا جبر ميكائيل كبد هو خادم كنيسة دبر ليبانوس إن عيد طمقت هو من بين المهرجانات الدينية القديمة الذي يحتفل به الارثوذكسيون بملابس بيضة  ثقافية التي تلبس وقت  الاحتفالات الدينية.
 و وفقًا لما ذكره القس ان السبب في الاحتفال بهذا العيد ان السيد المسيح عليه السلام جاء الى نهر أردن للغطاس فيه و ليس للغسل من الذنوب وانما بسبب أبونا آدم الذي اكل الشجرة التي منع عنها في الجنة و عصى أدم فأكل هذه الشجرة.

و اشار الى ان آدم طرد من الجنة لأن هذا الوقت كانت عليه وقتا صعبا  و قُدم له خيارين الأول العيش في جهنم و اما التغطيس في نهر الأردن و جاء السيد المسيح لانقاذ الناس و انغمس في نهر الأردن  و عمره 30 و لذا اتباع الكنيسة الأرثوذكسية اذا كان رجلا يتم تغطيسه بـ 40 سنة والمرءة بـ 80 سنة و يعتقدون ان من لم ينغمس ليس له فلاح  .

و ذكر القس فإن عشية عيد طمقت تُعرف باسم كتيرا  و هي إشارة إلى بناء السدود لتكوين بركة معمودية وهي وقت خروج التوابيت الى النهر  لتبيت هناك ثم تعود خلال يومين  الى الكنائس .

و قال القس ان عيد الغطاس يدعو الى السلام والوحدة والحب بين الناس والسلام ، و معروف انه لولم يكن السلام ليس هناك من يحتفل بالعيد .

و دعا كل الاثيوبيين الى الحفاظ من اجل السلام لأن السلام أهم من كل شيئ.
و معلوم انه يستعد الكبار من اتباع الكنيسة الأرثوذكسية  بغسل ملابسهم  القطنية  والشماس يقال في مثل الاثيوبيين اللباس الذي لم يكن لعيد طمقت فليمزق (لطمقت يالهون قميص يبطاطس) و استعادتها إلى بياض رائعة بالإضافة
إلى ذلك يقومون بتخمير البيرة الخاصة الخبز و يفرشون الحشيش الذي يسمى بقيطما باللغة المحلية
و في أديس أبابا حيث يلتقي حوالي 40 تابوت من الكنائس المحلية في جان ميدا و هو المكان المجهز لهذا الغرض و له مجال مفتوح خاص و الذي يستخدم أيضا لسباق الخيل و تقام الخيام الخاصة تطفو ببراعة في الميدان لكل تابوت و اطفال المدارس الأحد يغنون الترانيم و الكهنة يبدون خطوات خاصة للرقص مع عصيهم الخاصة و الصلاة المصاحبة بدقات الطبول.

و يتم تغليف تابوت يحمله كبار الكهنة إلى مكان الاحتفال بملابس ملونة تم إعدادها خصيصًا للمناسبة و مظلة ملونة هي نسخة طبق الأصل.
و في وقت مبكر من صباح اليوم التالي يذهب علماء الدين والمؤمنون إلى الماء و يؤدون الصلاة و يضع كاهن كبير الصليب الذهبي في الماء ليباركه و يطفئ شمعة موضوعة فيه ثم يرش الماء على الناس في ذكرى معمودية المسيح.
هذه معمودية عامة فريدة من نوعها حيث يتأكد جميع المشاركين في المناسبة من تعميدهم في مجال مفتوح.
كما تقرأ الآيات التوراتية المتعلقة بالمعمودية بصوت عال  و يستمع الناس بتواضع إلى الكاهن الذي يقرأ من الكتاب المقدس الضخم المصمم خصيصًا لأغراض احتفالية.
و بعد يومين ترجع جميع التابوت إلى كنائسها الخاصة مصحوبة بجمهور كبير من المؤمنين و أطفال المدارس الأحد و يمشي الشيوخ برفقة الغناء و القفز من الكهنة والشبان بضرب الدفوف و الصلاة في طقوس قديمة.

و قد لقيت بعض الناس الذين ينتظرون في الكنيسة خروج التابوت و هو السيد تامر زنب و سألته عن شعوره بعيد الغطاس و قال انا افرح به دائما لأنه عيد المحبة و التسامح والوحدة و اتمنى من الله السلام و الوحدة للبلاد .

و من جانبها قالت السيدة غنت أبج عيد طمقت (الغطاس) يعلمك الوحدة عندما تصاحب التابوت يخرج انواع مختلفة من القوميات المختلف بألون مختلفة و اعتقاد واحد و لذا أنا احب هذا العيد .

و ذكرت السيدة غنت في هذا اليوم يخرج الشباب و الشابات للبحث عن شريك الحياة الذي يكون للمستقبل  و الرجال يجعلون في ايديهم الليمون و يرمون على ثدي الشابة التي يرضى أن يتزوجها ، و لذا تشارك الشابات في هذا اليوم بكثرة .

إينا / تمام خضر                

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023