سد النهضة وانعكاساته على الاقتصاد الإثيوبي

747

 

 

ما الجدوى الاقتصادية لسد النهضة وانعكاساته على الاقتصاد الإثيوبي؟ وماذا سيقدم للبلاد في ظل الكلفة السياسية والاقتصادية له؟

ظل سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق "أباي" وفق التسمية باللغة الأمهرية الإثيوبية- على مدى أكثر من عقد من الزمان يثير انشغالا كبيرا في دولتي المصب مصر والسودان.

 

وتعتبر إثيوبيا سد النهضة حجر الزاوية في رؤيتها التنموية لعام 2030 للحد من الفقر والذي تتجاوز نسبته 70% وفق إحصاءات الأمم المتحدة، وذلك من خلال توفير طاقة كهربائية للسكان لأكثر من 70% من الشعب الإثيوبي الذين لا يحصلون على خدمات الكهرباء، في بلد يبلغ سكانه 115 مليون نسمة، إضافة إلى أنها تطمح بنهاية الرؤية أن تنتج 30 ألف ميغاوات من الكهرباء.

 

وهذا المشروع تقدر تكلفته بـ4.9 مليارات دولار، ولكن التكلفة سترتفع إلى 8 مليارات بإضافة كلفة شبكات الخطوط الناقلة للكهرباء ومحولاتها، وهذه تمثل حوالي 18% من الناتج المحلي الإثيوبي في عام 2012 -الذي بلغ حوالي 42 مليار دولار- وفقا للبنك الدولي.

كما أشركت إثيوبيا المواطنين في تمويل المشروع بالتخطيط لجمع 3 مليارات دولار عبر سندات يشتريها الإثيوبيين سواء من داخل البلاد أو خارجها.

 

ووقّعت إثيوبيا في أبريل/نيسان 2018 على اتفاقية قروض مع بنوك صينية بقيمة 1.8 مليار دولار لتمويل المحطات الكهربائية، ولذلك فإن جدلا يثور حول الجدوى الاقتصادية وما سيعود على البلاد في ظل تلك الكلفة السياسية والاقتصادية.

 

عائدات إثيوبيا من سد النهضة

يتوقع أن ينتج سد النهضة 6 آلاف ميغاوات من الكهرباء من خلال 13 توربينة. ويمكن أن يحد سد النهضة بنسبة كبيرة من افقر الكهرباء الذي تعاني منه البلاد.

 

ومع خطة إثيوبيا لزيادة التغطية الكهربائية لسكانها ورفع مستوى استهلاك الطاقة، فإنها تهدف إلى أن تكون مركزا لإنتاج الطاقة النظيفة لسبع دول من وسط وشرق أفريقيا، هي مصر والسودان وكينيا ورواندا وبوروندي والكونغو. وفي الوقت الراهن تصدر إثيوبيا الكهرباء إلى كل من السودان (300 ميغاوات) وجيبوتي (100 ميغاوات).

 

وبلغت العائدات من صادرات الكهرباء، عام 2019، إلى السودان وجيبوتي، 66.4 مليون دولار وفقا لبيانات البنك المركزي الإثيوبي. وتخطط أن تصدر إلى كل من كينيا ورواندا 400 ميغاوات، واليمن عبر البحر الأحمر 900 ميغاوات.

وتستعد إثيوبيا لإنتاج طاقة تتجاوز احتياجاتها بأكثر من 50% عقب اكتمال سد النهضة الإثيوبي الكبير.

 

ويعتبر عدد من المحللين بأن هذا المشروع سيغير اقتصاد أثيوبيا بشكل كبير، وفي هذا الصدد قال رئيس قناة ملوك النيل الأستاذ جمال بشير "إن مشروع سد النهضة لا يضر بأي من دول المصب وأن البلاد تحتاج إلى الاستفادة من مواردها الطبيعية للخروج من الفقر". 

 ولا تنحصر فوائد سد النهضة على أثيوبيا فحسب بل تمتد إلى دول المصب، لذلك يحث خبراء المياه والري في كل من مصر والسودان على التعاون مع إثيوبيا من أجل نظام الإدارة المتكاملة للموارد المائية وتطوير واستخدام موارد المياه على نحو مستدام.  

يقول الأستاذ المساعد في هندسة إمدادات المياه والبيئة في جامعة هواسا، ميهريت دانتو إن السد الكهرومائي الذي سيخزن كمية هائلة من المياه في خزانه، سيفيد السودان ومصر من خلال تنظيم تدفق المياه بشكل مستقر بعد توليد الطاقة الكهربائية.

 

فوائد أخرى

وغير توليد الكهرباء سيكون للسد أثر على البيئة من خلال تقليل الاعتماد على الأشجار كمصدر للطاقة على الرغم من أنه تمت إزالة 5 آلاف هكتار من الغابات، لأن أراضيها ستغمرها بحيرة السد. وسوف تخفف طاقة السد من إزالة الغابات، من خلال توفير بديل الوقود بالكهرباء.

 

وتُحد الطاقة الكهرومائية انبعاثات كربون من مصادر الطاقة الأخرى، ويتضمن ذلك الوقود الأحفوري والوقود الحيوي، وسيقوم السد بالحد من الفيضانات التي تغمر السودان في كل عام.

ويعمل في السد 9 آلاف عامل، من بينهم فقط 400 أجنبي، في بلد تبلغ البطالة فيه، نسبة 19.1% من عدد سكان يبلغ 115 مليون نسمة في عام 2020.

 

بقلم حـــــــسين جبياو

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023