الكاتب: لا يمكن أن تسير المفاوضات الحدودية مع السودان قبل الخروج من الأراضي المحتلة بالقوى

39

 

 

السودان يمر بمرحلة تتعدد فيها اقطاب السلطة ولم يكن على مرحلة وضوح كامل في علاقاته الإقليمية والدولية وان ملف منطقة الفشغة وسد النهضة دليل على ذلك.

 

في مقابلة حصرية مع وكالة الانباء الإثيوبية قال الكاتب في الشؤون الإثيوبية والشرق الأوسط الأستاذ نورالدين عبدا إن العلاقات الإثيوبية والسودانية تمتد الى العصور القديمة وفي الوقت الراهن ان العلاقة الإثيوبية السودانية متميزة في أطر شعبية وكذلك الأطر الرسمية بحكم الواقع السياسي وأن العلاقات الإثيوبية السودانية في المنطقة أكثر علاقات وأكثر نضجاً واستراتيجية وقطعت مرحلة جيدة.

 

وأوضح الكاتب ان المرحلة الحالية والانتقال السياسي والأوضاع السياسية في السودان تتغير مع تقلبات علاقاتها السياسية مع الدول ومن الأسباب التي نراها في الوقت الراهن في السودان تتغير أولويات الدول ونظرتها في ترتيبات أولوياتها وعلاقاتها مع الدول وهي نتيجة التقلبات السياسية في السودان.

 

وأشار الأستاذ نورالدين ان التعامل مع ملف سد النهضة والفشغة من جانب السودان رغم أنها كانت القضية قبل التغير ونظرة التعاطي مع هذه الملفات هي التي سببت وجود خلاف في وجهات النظر مما عزز الازمة بين البلدين. 

 

وقال الأستاذ نورالدين عبدا فيما يخص مسألة الحدود بين البلدين ان الخلاف في منطقة الفشغة يعبر عن واقع العلاقة بين البلدين، مشيرا الى ان الخلاف في قضية الحدود تعد تعبيراً عن الاختلاف في ملفات أخرى مع انشغال البلاد بعملية انفاذ القانون في شمال إثيوبيا، مضيفا على انه كان اتفاق بين البلدين ان تبقى الأمور كما هي ويظل الملف حتى يتم النظر اليه عبر الاليات المتفق عليها بين البلدين ولكن استغل السودان انشغال اثيوبيا بقضاياها الداخلية حتى دخل المنطقة بالقوى.

 

ودخول السودان بهذه الطريقة ربما يعتبره حق ما يريده ولكن ستكون المسألة شوكة في خاسرة العلاقات بين البلدين وهو ما لا يسمح العلاقات الدولية والقانون الدولي لإثيوبيا ان تتنازل عن منطقة تعتبر جزء من سيادتها واستولى عليها السودان بالقوى ويجب على البلدين ان يبحثا عن الية للخروج من الواقع الحالي وبالأخص على السودان يجب ان يرى القضية على انها ستكون شرارة تأزم العلاقة بين البلدين ولا يمكن تسير المفاوضات وانت في ارض احتلت بالقوى.

 

وفيما يخص الدبلوماسية الإثيوبية قال الكاتب نورالدين عبدا رغم كل الاستفزازات من جانب السودان تمسكت اثيوبيا بالطرق السلمية وتحفظت من الخطوات العسكرية الموجهة من السودان ولم ترغب في التصعيد وهو ما جنب البلدين من الدخول في ازمة كبيرة وأن رغبة إثيوبيا وإلحاحها الدائم على الالية التفاوضية يجب ان تكون الحل لهذه المسألة هو الطريق الأمثل وهو الذي جنب البلدين من الدخول في ازمة حقيقية ونتمنى ان يستجيب السودان لهذا التوجه الإثيوبي نحو التهدئة والعمل على حل القضية تفاوضياً.

 

وشدد الباحث على ان كلما ركز السودان بالاحتفاظ على ما حققه على ارض الواقع سيعزز ردة فعل غير جيدة من جانب إثيوبيا بما يؤدي الى تأزم العلاقات وربما تصل الى مرحلة متقدمة من المواجهة، ولذلك يجب على السودان تقدير دور إثيوبيا في ضبط النفس وعدم انجرارها في المواجهة العسكرية والبحث عن الية حقيقية في الخروج من هذه الازمة.      

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023