إثيوبيا تسير على خطى ثابتة

96

مقال

إعداد: الكاتب الصحفي محمد شافي

 14 مايو 2018

إن مشاكل الحكم الرشيد والفساد التي تلتها إحتجاجات جماهيرية واسعة قبل عدة أعوام خلفت ورائها الدمار على الأرواح والممتلكات .

وعلى هذا الأساس فطنت الحكومة لإيجاد حل سريع لهذه المشاكل فقامت بإصلاحات عميقة على كافة المستويات الإدارية في الحكومة الفيدرالية والإقليمية ، وقامت بإجراء مشاورات واسعة النطاق مع الشعب .

وعلى الرغم من ذلك وبسبب خروج الأمور عن مسارها وتفاقم حدة الاحتجاجات وتزايد مطالب الشعب استقال رئيس الوزراء هيلماريام دسالنج من منصب رئاسة الوزراء والجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية (الحزب الحاكم ) ، منوها بأن البلاد تمر بمرحلة صعبة .

وبناء على ذلك قامت الحكومة بإعلان حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر ، كما أجرت اللجنة المركزية للحبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية مشاورات مكثفة  من أجل اختيار رئيس الوزراء الجديد ورئيس الجبهة فتم اختيار الدكتور أبي أحمد .

وقد قام الدكتور أبي أحمد منذ توليه المنصب بالعديد من الجولات  في عدد من المدن في البلاد من أجل إجراء مناقشات ومشاورات مع كافة فئات المجمتع الاثيوبي بهدف الاستماع إلى مشاكل الشعب ووضع آليات لحل هذه المشاكل ، إلى جانب زيارته في الدول المجاورة من أجل تعزيز عرى التعاون والعلاقات مع هذه الدول.

وقام رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد بأول رحلة عمل له إلى إقليم الصومال والتي كانت شهدت سابقا المشاكل الحدودية مع إقليم أوروميا والتي أدت إلى نزوح العديد من السكان.

و قد لقي رئيس الوزراء ترحيبا كبيرا لدى وصوله إلى مطار جيجيجا من قبل كبار المسئوليين في حكومة الإقليم و حضر الاستقبال حشد كبير من المواطنين متمنين له زيارة مثمرة و فترة عمل ناجحة أثناء قيادته للبلاد.

وقد رافق رئيس الوزراء نائب رئيس الوزراء السيد دمق مكونن ورئيس إقليم أوروميا السيد لما مغرسا.

وأشير خلال اجتماع حضره العديد من ممثلي شعبي الإقليم الصومالي والأورومي أن النزاعات الحدودية التي نشبت بين الشعبين ، لاتمثل شعبي البلدين ولاتليق بالتقارب والتآلف والاحترام المتبادل الذي كان سائدا بينهما منذ فترة طويلة ، مشددين على ضرورة قيام الحكومة بتسليم الجهات التي أدت إلى هذه النزاعات إلى العدالة .

وخلال كلمته اثناء حفل الترحيب بقاعة الألفية بأديس أبابا قال رئيس الوزراء الدكتور أبي احمد أن الشباب يواجهون تحديات مختلفة بما في ذلك البطالة التي تؤدي إلى الهجرة و الإجرام و الإدمان المتنوعة ، مؤكدا أن ضمان المشاركة النشطة للشباب سيكون جدول الأعمال الرئيسي للحكومة

علاوة على ذلك، فقد أظهر معاليه التزام الحكومة بتعزيز مشاركة مختلف الأحزاب السياسية المعارضة من أجل بناء توافق في الآراء من خلال التقائه بالقصر الرئاسي مع ممثلي الأحزاب السياسية ، والعمل بشكل متحد مع الشعب لتعزيز السلام و الديمقراطية و ضمان الحكم الرشيد وتطوير التنمية الوطنية

وخلال زيارته لإقليم تغراي تعهد رئيس الوزراء بأن حكومته ستعمل على مساعدة المدنيين التجريين الذين تم ترحيلهم من إقليم أمهرا ، والذين تم استهدافهم في إقليم أوروميا.

 

و أكد خلال نقاشه مع سكان إقليم أمهرا أن الحكومة تعتقد أن المناقشة والاستماع إلى الشعوب له أهمية حاسمة في بناء نظام اقتصادي شامل .

و أعرب رئيس الوزراء عن تقديره للدور الذي لعبه شعب إقليم أمهرا وتضحياتهم البطولية في حماية أمن الاقليم و مساهمتهم في بناء إثيوبيا كدولة قوية ذات سيادة .

و أكد رئيس الوزراء أحمد التزام الحكومة الفيدرالية بالعمل المتفاني على توسيع التنمية الاقتصادية للبلد والتعليم ، و تعزيز القيم الديمقراطية بالتعاون الكامل مع الحكومات الإقليمية.

وخلال زيارته مدينة هواسا حاضرة إقليم جنوب شعوب إثيوبيا أعرب رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد إن سكان الإقليم و سكانها و ضواحيها هي نموذج مثالي للوحدة الإثيوبية وتعزيز المساواة والديمقراطية وتنوع الثقافات .

كما أشار رئيس الوزراء إلى أن الإقليم يتمتع بموارد طبيعية و تاريخية مختلفة ، مضيفا إلى أن الحكومة الفيدرالية و الإقليمية يجب أن تعمل جنبا إلى جنب لاستغلال إمكانياتها بشكل كامل بما يخدم مصلحة السكان.

وزار رئيس الوزراء أيضا مدينة روبي بمنطقة بالي بإقليم أوروميا ، والذي تزامن مع ذكرى المناضلين 77 للانتصار على الفاشي الإيطالي والذي تم الاحتفال به في 5 من مايو الجاري حيث قال في حديثه " أن اليوم هو يوم انتصار إثيوبيا ، مضيفًا أن حضوره في منطقة بالي (أرض الأبطال ) في هذا اليوم  ، يعتبر احتفالًا مزدوجًا.

و قال رئيس الوزراء أيضًا "يجب أن نعمل في انسجام للحفاظ على الإصلاحات التي تم إطلاقها على المستوى الوطني ، وقال أن سكان منطقة" بالي "ونظام" غدا "سيكون بمثابة أداة للقضاء على الفقر والتخلف و تحقيق هدف إثيوبيا في الازدهار والتقدم "

كما دعا رئيس الوزراء الدكتور أبي الشباب إلى تكاتف الجهود و دعم الجهود المبذولة للحد من البطالة و معالجة المشاكل الاقتصادية والحكم الرشيد.

وخلال زياراته إلى الدول المجاورة في كل من جيبوتي والسودان وكينيا تمكن رئيس الوزراء من التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات ، وتعزيز استخدام الموانئ بطريقة تحقق التكامل الإقتصادي بين هذه الدول ، إلى جانب تعزيز مشاريع البنية التحتية المشتركة مع هذه الدول .

وخلال زيارة معاليه إلى كل من السودان وكينيا طلب إطلاق سراح الإثيوبيين ، حيث أطلقت السودان مؤخرا الأسرى وتم إعادتهم إلى وطنهم ، وبدأت كينيا أيضا إجراءات إطلاق السجناء .

وخلال لقاء الدكتور أبي بالرئيس أهورو كنياتا قال رئيس الوزراء أبي إن كينيا وإثيوبيا قد أظهرتا أن الانتقال السلمي للسلطة ممكن في أفريقيا

وحث الزعيمان القادة الأفارقة على لعب دورهم في نقل السلطة بشكل سلمي في القارة ، كمااتفقا على تكريس معظم وقتهما لرعاية ثقافة الانتقال السلس للسلطة في بلديهما .

إن هذا الانتقال السلمي للسلطة في إثيوبيا والذي لم يكن معهودا لدى العديد من الدول الإفريقية جذب اهتمام المجتمع الدولي ، وأكد أن هذه البلاد لديها القدرة في التجاوز على الأزمات ومواصلة نموها السريع على خطى ثابتة .

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023