العلاقات الاثيوبية الهندية

227

مقال

أديس أبابا

06 أكتوبر2017

إعداد: الكاتب الصحفي انور ابراهيم احمد

 

العلاقات الاثيوبية الهندية

ان العلاقات الاثيوبىة الهندية علاقات تاريخية طويلة ، وكانت اول زيارة لرئيس هندي الى إثيوبيا منذ فترة بعد استقلال الهند في شهر أغسطس من العام 1947، والتي قام بها رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو الى اثيوبيا في عهد الامبراطور هيلا سيلاسي الأول، و كانت العلاقات تدريجيا أكثر دفئا وتم تعزيزها خلال عضوية الدلوتين في حركة عدم الانحياز، والتي كان لها سياسة الحياد خلال فترة الحرب الباردة، وأنشئت لحماية مصالح البلدان النامية،اليوم تشهد العلاقة الى حدا كبير لتشمل التعاون في مجموعة واسعة من المجالات والقطاعات التي تتراوح بين التجارة والتعليم والثقافة وغيرها.
ولتطوير ودفع هذه العلاقة بين البلدين تأسست السفارة الاثيوبية في الهند في العام 1948 وحافظت طوال سنواتها التي تقارب الستين عاما على العلاقة بين البلدين على أسس ودية في البداية، تم تطوير العلاقات على أسس ثقافية وتعليمية، وامتدت في وقت لاحق لتشمل إ قطاع التجارة.

العلاقات التجارية بين الهند واثيوبيا

الحكومة الهندية تعمل على تمويل مشاريع كهربة الريف في عدة مناطق أيضا تعمل على تمويل مصانع السكر الثلاثة في إثيوبيا التي توجدفي فيجي ، ونجي ومتاهرا ،وقد تم تقديم قرض طويل الأجل بقيمة 640 مليون دولار أمريكي من قبل الحكومة الهندية لبناء مصنع سكر تنداهو في اثيوبيا ، الذي من المقرر أن يصبح أكبر مشروع لتنمية السكر في البلاد.

تمويل قطار جيبوتي اثيوبيا

والمناقشات السابقة التي اجراها رئيس الوزارء الاثيوبي مع رئيس وزراء الهند، مانموهان سينغ سابقا ،يبدوا انها قد حققت أيضا نتائج بشأن تمويل مشروع خط سكة حديد من منطقة اسعيتا ، في اقليم عفار، إلى ميناء تاجورا في دولة جيبوتي ، بميزانية تقدر ب 300 مليون دولار قدمت كوعود من قبل رئيس الوزراء الهندي ، وقد طلبت الحكومة الإثيوبية قروضا اخري إضافية بقيمة 300 مليون دولار لهذا المشروع.
وتاتي هذه القروض المقدمة من قبل الحكومة الهندية في إطار القروض المشروطة للدول الأقل نموا، مع انخفاض سعر الفائدة من خلال بنك الاستيراد والتصدير الهندي، وهنالك اننشطة اخري تعهدت بها الهند مثل تطوير بناء القدرات، في المناطق التي تدعمها حتى الآن، وتقدم 40 منحة دراسية سنويا للمواطنين الإثيوبيين ويقال أيضا أن عدد المنح الدراسية، ومعظمها لدراسات الدكتوراه، زادت أيضا خلال العام 2015 الى حوالى 40-50 منحة سنويا، على أن تستكمل التدريبات الصغيرة. وهناك أيضا دورات تدريبية متخصصة قدمت لوزارة التجارة في إثيوبيا،و البنوك الإثيوبية.
وتوجد مشاركة واسعة للهند في مختلف القطاعات مثل في صناعة الجلود والمنتجات الجلدية والمنسوجات وتجهيز المنتجات الزراعية، والزراعة، وزارعة الشاي في جنوب اثيوبيا وقامبيلا والتعدين، ومصانع الصلب، واصبحت مشاركة الهند كل عام في تزايد بسبب المناخ الاستثماري الملائم وبعض الشركات ورجال الأعمال في الواقع قدمو من تلقاء انفسهم دون المرور عبر الاتفاقات الحكومية بين البلدين .وقد وقعت الحكومة الهندية اتفاقا مع اثيوبيا لاستيراد الحبوب من إثيوبيا. ولهذا السبب عملت على تشجيع المزارعين الاثيوبيين لإنتاج الحبوب جنبا إلى جنب مع غيرها من المحاصيل الزراعية الاخري مما يعود على الجانبين بالفوائد ، وقدمت اكبر اراضي زراعية في بعض المناطق للمستثمرين الهنود وخاصة في جنوب اثيوبيا وبني شنقول قمز وقامبيلا.
وكان رئيس الوزراء الاثيوبي قد تحدث خلال زيارة الى الهند في نوفمبر من العام 2015، في مؤتمرصحفي أن حكومته سوف تعمل على رفع مستوى الاستثمارات الهندية في اثيوبيا إلى 10 مليار دولار أمريكي من قيمتها في تلك الفترة والبالغة 4.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2015

العلاقات السياحية

عقد في فندق ليلا في بومبي في يوليو من العام 2015 حلقة دراسية لتعزيز السياحة الإثيوبية نظمها مكتب القنصل العام الإثيوبي بالتعاون مع مكتب الخطوط الجويةالإثيوبية في مدينة بومبي الهندية.
والهدف من انعقادهذه الحلقة الدراسية لخلق الوعي حول إمكانية الفرص السياحية في إثيوبيا وان حوالي خمسين من وكالات السياحة والمهنين في الإعلام السياحي قد حضروا هذه الحلقة الدراسية. 
وقال القنصل العام في مومبي مسفن جبريماريام ان هذه الحلقة التي تهدف الي تقوية علاقة السياحة بين البلدين التي كانت من اولوية مكتبه ، وقال ان اثيوبيا الي جانب المغرب موطنا لتسع مواقع للتراث العالمي المسجلة في منظمة اليونيسكو الدولية ، واكبر مواقع للتراث العالمي في إفريقيا، وانها تملك مواقع تأريخية فريدة من نوعها ،ومواقع الجذب السياحي ،ومواقع اثرية قديمة ومناظر خلابة ،بالإضافة الي الأعياد والمهرجانات الدينية والثقافية المختلفة ، التي تجذب السياح الهنود.
وقدم مدير مكتب الخطوط في مومبي وآسيا تادسي طلاهون توضيحات حول حزمة من العطلات في إثيوبيا للوكلاء السياحة الهنود ،وحول اماكن الجذب السياحي في اثيوبيا .واكد علي ان مكتبه ومكتب القنصل العام سيساهلان قنوات الإتصال بين وكلاء السياحة الإثيوبيين ،لمساعدة وكلاء السفريات الهنود من اجل زيادة الروابط السياحية بين البلدي.

جذب المستثمرين الهنود لاثيوبيا

وخلال القمة الافريقية الهندية في العام 2015 في مؤتمر صحفي مع رجال الاعمال الهنود تحدث وزير الخارجية الاثيوبي السابق الدكتور تيدروس ادهنوم قائلا (( أن تدفق الاستثمارات وحجم التبادل التجاري بين البلدين كان لا يترقى إلى مستوى تاريخ طويل من الصداقة.

التأكيد كان على الجانبين ان يغذيا بانتظام العلاقة لمصلحة البلدين.(( وأكد الوزير أن كل من إثيوبيا والهند لديها امكانيات كبيرة للتحرك قدما في شراكة قوية. معربا عن أن إثيوبيا لديها موارد غير مستغلة، 
زيارة الرئيس الهندي لاثيوبيا 
وفى محاولة للارتقاء بالعلاقات المتبادلة، وصل يوم الاربعاء الماضي الرئيس الهندى رام ناث كوفيند الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا فى زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام وكان قبلها قد التقي باعضاء الحكومة الجيبوتية.
وخلال الزيارة التقى الرئيس الهندي نظيره الإثيوبي الدكتور مولاتو تشومي وناقشا القضايا المشتركة واسعة النطاق.

الاتفاقيات التي وقعت اخيرا

وخلال اللقاء اعرب الرئيسى مولاتو تشومي عن امتنانه لدعم الهند للتنمية الاثيوبية واشاد بجهود الهندي. 
وبالاضافة الى تعزيز التعاون التجارى والاستثمارى بين البلدين تعهد الرئيس الهندى رام ناث كوفيند بمواصلة العمل مع اثيوبيا فى مجالى الصحة والتعليم.
وقد اتفق الجانبان على العمل معا في مكافحة الإرهاب والمساعدة في الحفاظ على السلام والأمن العالميين.
وقعت إثيوبيا والهند اتفاقيات جديدة بشأن التجارة والمعلومات والاتصال والإعلام بحضور الرئيسين.
تساهم الشركات الهندية في الاستثمار في مجال النسيج والجلود والهندسة وإدارة المياه والتعليم والصحة، من بين مجالات أخرى.
ولزيادة هذا التعاون الاستثماري، اجتمع رجال الأعمال الإثيوبيون والهنود هنا في أديس أبابا في متلقي تشاوري للتشاور حول مستقبل الاعمال الاستثمارية والتجارية التي تهم البلدين.
وقد قاد المشاروات بين الجانبين الاثيوبي والهندي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتورأكيليلو هيلي ميكائيل والذي قال إن الهند هي ثالث أكبر مستثمر في إثيوبيا من حيث الحجم.
ويرى رئيس وفد رجال الأعمال الهندي باريتوش غوبتا أن إثيوبيا توفر إمكانيات هائلة للاستثمار واضاف ان اثيوبيا ممر رئيسى للاستثمار الهندى فى افريقيا.
وذكرت مجموعة موهان الهندية على لسان ممثلها مايور كوثارى أن الشركات الهندية في إثيوبيا تعمل بصورة مربحة وان الاستثمار في اثيوبيا يحقق مكاسب بصورة كبيرة.
وقال المشاركون إن الاجتماع الثنائي بين رجال الاعمال الذي اقيم في العاصمة الاثيوبية اديس اببا خلال زيارة الرئيس الهندي قد أتاح فرصة للعمل معا وتقييم فرص الأعمال.
ويجد بالاشارة ان إجمالي حجم التجارة بين البلدين نحو 1.37 مليار دولار في العام 2016،وتشير الوثائق إلى أن إثيوبيا تحتل المرتبة الثانية عالميا، إلى جانب فيتنام، في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر. 
ومع تزياد عدد الاستثمارات الهندية في اثيوبيا ان الشركات الهندية الان تعمل في مختلف الأعمال التجارية في إثيوبيا وفي مختلف القطاعات برأسمال استثماري إجمالي أكثر من 10 مليار براثيوبي ، و قد وفرت خمسين الف فرصة عمل للاثيوبيين.

 

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023