أثيوبيا في تقدم مستمر

101

أثيوبيا في تقدم مستمر

لفت اليوم انتباهي مقال ترجمه ولدو مولا صحافي في وكالة الأنباء الأثيوبية وكما أوضح في بدلية مقالته إنما الذي دفعه إلى كتابة هذا المقال هو ذلك المقال الذي أوردته المجلة الإقتصادية بعنوان أثيوبيا دولة الصين في إفريقيا .

وبعد إطلاعي على هذه المقالة فقلت في نفسي إنها تستحق الترجمة والنشر للقاريئ العربي ذلك لأن إخواننا العرب قد لا يعرفون ما يجري في أثيوبيا من حركات وأنشطة تنموية حيث إن أثيوبيا الأن في معركة ضد الفقر الذي يعتبر عدو الأنسان والإنسانية وهذا ربما ما دفع بأمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إلى القول : " لو كان الفقر انسانا لقتلته ".

وبناء على ما نشرته المجلة المذكورة في عنوانها المذكور إن أثيوبيا تحولت الأن إلى قبلة المستثمرين والسياح نتيجة للأوضاع الأمنية المستقرة والأنشطة التنموية المستمرة في البلاد والقوانين واللوائح الاستثمارية المناسبة المعمول بها الأن .

وترى المجلة بأن أثيوبيا تعتبر الجمهورية الصينية داخل القارة الأفريقية . لم يأت ذلك عن فراغ وإنما نتيجة للنمو والتقدم المستمرين في البلاد. وكما أوردته الصحيفة إن أثيوبيا كانت تعرف بالمجاعة والفقر في عام 1977 حسب التقويم الأثيوبي وكان الفنانون والكتاب الذين جاؤوا لمساعدة أثيوبيا أن ذاك قد تغنوا وكتبوا عنها وعرفوها بأنها دولة المجاعة تستحق النجدة أما الأن فقد تغير الوضع تماما بل على العكس من ذلك صارت دولة يقصدها المستثمرون والسياح وغيرهم .

وحقيقة لولا المجاعة التي خربت سمعة  البلاد في تلك الفترة لصارت من بين الدول التي تذكر في الصدارة للأسباب الكثيرة منها لأنها دولة وحيدة لم تستعمر ولأنها أرض الهجرتين ولأنها أقدم دولة أفريقية تذكر بعض مصر مباشرة ولأنها أقرب دولة إلى الدول العربية موقعا ومودة للأسباب التاريخية الواضحة كوضوح الشمس.

وتشير المجلة إلى أن المستثمرين الأجانب يفضلون الأستثمار في أثيوبيا ولا يترددون في فتح مشارعهم التجارية والاستثمارية داخل أثيوبيا وذلك بملايين الدولارات وعندما يتحدثون عن الأسباب التي دعتهم إلى اتخاذ مثل هذه القرارات الجريئة يقولون إن من شروط الاستثمار أن تكون هناك ضمانات أمنية فيها وأثيوبيا توفرت فيها بل يقولون إن أثيوبيا أحسن دولة في إفريقيا أمنيا حيث يمكن لأي إنسان أجنبي أن يتحرك في شوارع أديس أبابا  بأمواله وثرواته بكل حرية وأمان حسب رأيهم هذا ما يدفع المستثمرين الأجانب إلى الأستثمار في أثيوبيا .

وتذكر المجلة إلى أن شركات أفريقية وعالمية أخرى تعمل حاليا في أثيوبيا مستثمرة ملايين أموالها في المجالات المختلفة ومن هذه الشركات شركة دانجوتي التابعة لرجل المال والأعمال النايجري الذي يعتبر الأول من حيث الثروات كما أن شركات كل من هانيكن للمشروبات الكحولية وشركة كيكير الضخمتين تعمل الأن في أثيوبيا .

أما الشركات والمؤسسات الصينية فلها سنوات عديدة منذ أن بدأت أعمالها في أثيوبيا منها شركة شوزينغ التي استثمرت 15 مليون دولار للعمل في مجال صناعة وانتاج الملابس كما أن الشركات السويدية المماثلة ترغب للعمل في نفس المجال .

وتذكر المجلة أن الأوضاع الأمنية المستقرة ورغبة أثيوبيا الشديدة في محاربة الفقر وتحقيق التنمية هي التي دفعت بالمستثمرين الأجانب إلى العمل في أثيوبيا لأنها صارت محل الثقة لدى الكثيرين منهم . كما تشير المجلة إلى الخطوط الجوية الأثيوبية التي تحولت إلى جسر التواصل ين أفريقيا وبقية الدول العالم كأنها وسيلة هامة جدا في بناء سمعة طيبة لأثيوبيا أضف إلى ذلك إلى أن كون القطار الذي بدأ يقدم خدماته في أديس أبابا متطورا مقارنة بغيره من الدول الافريقية لعب دورا بارزا في جذب السياح والمسنثمرين.

وليس هذا فحسب إنما تعبر المجلة عن اعجابها بكمية الطرق التي بنيت في أثيوبيا وتقارن بين الماضي والحاضر قائلة إن رقعة الطرق التي كانت في عام 1991 20 ألف كم قد تحولت في 2015 لتصبح 100 ألف كم كما أنها صارت دولة مهمة من حيث ربط الدول الأفريقية من خلال توزيع القوة الكهربائية للدول المجاورة وخاصة إلى كينيا وجيبوتي والسودان مؤكدة أن هذا التقارب الأفريقي سيزداد يوما بعد يوم وسيتعزز بعد انتهاء مشروع سد النهضة .

يقول سفيرأثيوبيا لدى بريطانيا السفير هايل ميكائيل أبران في مشاركة له حول هذه القضية إن أثيوبيا قد أصبحت الأن من الدول الفريقية التي يمكن اعتماد عليها في كثير من المجالات مشيرا إلى أن هذا لم يتحقق إلا نتيجة للأوضاع الأمنية المستقرة وسياساتها الخارجية المنفتحة التي تتبعها .

يقول الدكتور أركب أقوباي مستشار رئيس الوزراء بدرجة الوزير إن أثيوبيا قادرة على تحقيق مزيد من  التنمية بنفس عجلة السرعة التي بدأتها منذ سنوات مؤكدا أن بلاده سوف تكون من الدول المتقدمة من خلال الطريقة التي رسمتها لنفسها كما فعلت الصين لنفسها .

وطبقا لما قاله سفير إيطاليا لدى أفريقيا قوله وان كانت أثيوبيا تتبع النهج الصيني في تحقيق التنمية والتقدم لشعبها إلا أن أثيوبيا تختلف عنها لأنها تستخدم طريقها الخاص في ذلك مؤكدا أنها الدولة الوحيدة في العالم في اتباعها نهجها الخاص بها من أجل تحقيق التنمية لشعبها .

وتختتم المجلة مقالها قائلة إنه ونتيجة للجهود المبذولة في محاربة الفقر وتحقيق التنمية في أثيوبيا إن النسبة المئاوية للفقر قد انخفض بالمعدلات الكثيرة حيث إن النسبة التي كانت في عام 1991 60% قد انخفضت لتصل إلى 23% مما يشير إلى العمل الجبار الذي تقوم به الحكومة الأثيوبية .

                                                                 

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023