أخصائيو الصحة يوجهون رسالة إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في تشويهه لجهود إثيوبيا لإحلال السلام في البلاد

52

 

 

 

ساعد النهج السياسي والمنحاز بشكل علني للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم في صراع شمال إثيوبيا على خلق رؤية دولية مشوهة لما يحدث في البلاد، كما انتقد خبراء الصحة الذين يكتبون عن الخطوط الأمامية للحرب في شمال البلاد.

 

في رسالة مفتوحة موجهة إلى المدير العام، عرّف الموقعون الذين يمثلون 8 مؤسسات صحية عن أنفسهم بأنهم أطباء وممرضات وغيرهم من المهنيين الصحيين العاملين في الخطوط الأمامية للحرب في شمال إثيوبيا، وذلك كجزء من المجتمع الطبي العالمي، وجاء في الرسالة نريد أن نتعامل مع الافعال التي يقوم بها مدير منظمة الصحة العالمية فيما يخص مسار الصراع الحالي في إثيوبيا ونشارك قلقنا الصادق بأنك استخدمت دورك القيادي لوكالة تابعة للأمم المتحدة، مكلفة بحماية الصحة العالمية، بهدف زيادة التوترات في إثيوبيا وتجاهل الملايين من المحتاجين عن قصد ".

 

وأشاروا إلى أن العديد منهم عملوا في ولايتي عفار وأمهرا خلال الصراع، مضيفين إلى أنه "لقد رأينا بأنفسنا المعاناة البشرية في معارك القتال، وسوء التغذية، والإصابات، والاغتصاب، وأصبحت رؤية مثل هذه الفظائع جزءًا من حياتنا اليومية ".

 

وذكر المهنيون الصحيون بأنهم باشروا مهامهم تحت بيئة صعبة وبموارد محدودة للغاية، ورغم كل ذلك كنا نتمسك بواجبنا وبكل ما في وسعنا لإنقاذ الأرواح". وفقًا لبعض الإحصائيات الصادرة عن أحدث نشرة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في 7 أبريل 2022 لتوضيح الوضع اليائس الذي تواجهه هذه المناطق، فإن أكثر من 10 ملايين شخص في إقليم أمهرا بحاجة إلى خدمات صحية، وأنه تعرض أكثر من 500 مرافق صحية و1،706 مراكز صحية لأضرار ونهب بسبب النزاع ويحتاجون إلى إعادة التأهيل والدعم.

 

وفي إقليم عفر، هناك 94 مرفقاً صحياً فقط، أو 22 في المائة من الـ 414 مرافق صحية تعرضت لأضرار ونهب نتيجة الهجمات المباشرة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي والقوات المتحالفة معها.

 

وأن غزو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي لعفر وأمهرا في يونيو 2021، وكانت حملة ممنهجة للإضرار بالبنية التحتية والمرافق الصحية في المنطقة، فضلاً عن إصابة المدنيين واغتصابهم وقتلهم، وقد تم توثيق هذه الجرائم من قبل المنظمات الدولية مثل منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة، "لقد شهدنا ذلك بأنفسنا بشكل مؤلم".

 

وتعرضت جهود إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من الحرب نتيجة الهجمات التي تمارسها الجبهة الشعبية لتحرير تيغيراي، وفي هذا الصدد أكد السكرتير الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف، سيمون مانلي، ذلك في الثامن من مارس، مشيرًا إلى أن "هجمات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي مستمرة في منع توصيل المساعدات في شمال إثيوبيا".

 

وأوضحت الرسالة بمزيد من التفاصيل: "خلال النزاع، كنا نتطلع إلى منظمة الصحة العالمية للحصول على دعم لتلك المعاناة، ولكن للأسف لقد تم تجاهل الوضع في البلاد تحت قيادتكم لا سيما إقليمي عفر وأمهرا".

 

وأضاف البيان بصفة انتمائكم العرقي لتيغيراي وكوزير سابق للصحة في الحكومة التي كانت تقودها الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، فإننا نتفهم تعاطفك مع تيغراي، وفي الواقع نحن أيضًا نريد أن نرى مزيد من المساعدات لإخواننا وأخواتنا.

 

ولكن فإن دق ناقوس الخطر بالنسبة لتيغراي لا ينبغي أن يكون على حساب إغلاق احتياجات إقليمي عفر وأمهرا، وكما كشفت أن المدير العام اتخذ نهجًا سياسيًا ومنحازًا بشكل علني للصراع، ولقد ساعدت أفعالك وخطاباتك في خلق رؤية مشوهة لما يحدث طوال الـ 18 شهرًا الماضية في إثيوبيا.

 

وفي كل مؤتمر صحفي وبيان وتغريدة لرفع ناقوس الخطر لتيغراي، وتجاهل الأعمال التدميرية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي تمارسها في عفر وأمهرا وزيادة المعارضة ضد حكومة إثيوبيا. وبالإضافة إلى ذلك ذكرت الرسالة أن الموقعين المعنيين كانوا قلقين من رحلة المدير العام إلى العاصمة واشنطن الشهر الماضي للقاء مع مسؤولين في الحكومة الأمريكية، وجاء ذلك تزامناً مع الوقت الذي يقدم فيه مشروعا قانون يطالب بفرض عقوبات واسعة النطاق ضد إثيوبيا وشعبها من خلال الكونغرس" علاوة على ذلك، "هناك إحباط كبير بين المجتمع الطبي الإثيوبي لأنك رفضت باستمرار التعامل مع وزارة الصحة في الحكومة الإثيوبية".

 

وأشار البيان إلى أنه "نطلب منك كإثيوبي التوقف عن استخدام نفوذك لتعزيز أهداف الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي والتوقف عن إسكات الاحتياجات العاجلة لإقليمي عفر وأمهرا، وبما أن الهدنة الإنسانية الحالية قائمة واستغلالها من أجل تحسين صحة جميع المتضررين من النزاع، بدلاً من الانخراط في السياسة التي أدت إلى تفاقم الاوضاع ".

 

وتجدر الإشارة إلى أن الرسالة تم توجهها إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من قبل جمعية الطب الإثيوبية، والجمعية الإثيوبية للصحة العامة، ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإثيوبية، والمجلس الاستشاري رفيع المستوى للمغتربين الإثيوبيين، والعلماء الإثيوبيين في بلدان الشمال الأوروبي، والرابطة الطبية بجنوب إفريقيا وغيرها من المنظمات.

 

 

 

 

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023