المدير: إن سد النهضة سيحرر السودان من اتفاقية الحقبة الاستعمارية بين مصر والسودان

109

 

 

 

إن المكون المدني يتفهم قضية سد النهضة ويعرف مدى أهمية السد بالنسبة للسودان بينما يعترض المكون العسكري ملف سد النهضة لأسباب سياسية مختلفة.

في مقابلة حصرية مع وكالة الانباء الاثيوبية قال مدير المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية الأستاذ ياسين احمد بعقاي إن مشروع سد النهضة فوائده للسودان كثيرة وذلك ما تؤكده النخب  والخبراء السودانيين مثل الدكتور عثمان التوم والبروفيسور ياسر عباس وزير والري والموارد المائية السوداني، ومن فوائد سد النهضة أنه يحمي السودان من الفيضانات، ويقلل نسبة الطمي في السدود وكذلك يكون السد له دور في تنظيم عملية تدفق المياه في نهر النيل بحيث يمكن السودان من زيادة الإنتاج الزراعي سنوياً.

 

وأوضح المدير بأنه خلال العملية التفاوضية في قضية سد النهضة تتغير المواقف من وقت لأخر فإذا رأينا السودان كان موقفه داعما لمصالح بلاده وتغير بعد ضغوطات مصرية ليصبح موقفه أقرب من موقف مصري  .

ومثلاً إن موقف وزير المياه السوداني كان موقفه داعم بينما تحول الان ويقول إن السد يهدد المواطن السوداني ومن جهة أخرى نرى وزير المياه السابق الدكتور عثمان التوم عكس موقف البروفيسور ياسر عباس ويعتبر فوائد سد النهضة بالنسبة للسودان متطابقة مع فوائد سد أسوان بالنسبة لشعب مصر وكل التقلبات السودانية في قضية سد النهضة ناتجة عن ضغوطات سياسية مصرية على السودان.

 

 

مضيفاً بان سد النهضة له دور لا يستهان به للسودان مقارنة من سد أسوان المصري والذي كان أثاره السلبية على السودان أكبر . مثلاً هاجر أكثر من 200 ألف نوبي وأغرقت الحضارة النوبية وكان سد أسوان مأساة بالنسبة للسودان عكس سد النهضة الإثيوبي الكبير والذي سيوفر الكهرباء ويمنع الفيضانات وله العديد من الفوائد للسودان.

 

وقال المدير إن معارضة السودان للملء الثاني لسد النهضة هو تقيد السودان باتفاقية 1959 الموقعة بين مصر والسودان والتي تعطي الحق لمصر والسودان ونصيب الأسد في تلك الاتفاقية لمصر وأنها تخدم المصلحة المصرية قبل السودان وان هذا التقيد بالنسبة للسودان في الحقبة الاستعمارية سيكون سد النهضة الإثيوبي سببا لتحرير السودان لأنه مكن السودان من استفادة حصته المائية من نهر النيل وبذلك تسقط الاتفاقية الاستعمارية الموقعة بين الدولتين، كما يجب على السودان أن يصادق على اتفاقية عنتيبي والتي ستحرر السودان من اتفاقية الحقبة الاستعمارية.

وأشار الأستاذ ياسين الى ان الملء الثاني لسد النهضة يتماشى مع القانون الدولي وحيث قامت إثيوبيا بإخطار مصر والسودان عن عملية الملء وان الملء الثاني يتماشى مع عملية البناء للسد وهي ما تنص عليه الاتفاقيات الموقعة بين الدول الثلاث، وفيما يخص التأثر من عملية ملء سد النهضة لمصر هو تضليل دون مبرر حيث يبلغ الاحتياطي المصر من المياه أكثر من 160 مليار متر مكعب من المياه والمزاعم في الإضرار لعملية الملء هي طريقة لإجبار إثيوبيا على توقيع اتفاقية ملزمة مشيرا الى ان الاتفاقية الملزمة هي نوع من الاعتراف بالاتفاقية الاستعمارية بين مصر والسودان.

 

وقال المدير أيضا  ان دول الأعضاء في مجلس الامن الدولي تؤمن بان قضية سد النهضة يجب أن تكون تحت رعاية الاتحاد الافريقي وهي الجهة التي يمكن ان تلعب دورا فعال في حل قضية سد النهضة.

مشدداً على أن اتهام مصر والسودان بان سد النهضة يهدد الأمن والسلم في المنطقة وطرح هذه المسألة الى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة هو مسار غير مجدي . وعبر عن ذلك المندوب الفرنسي بان المجلس ليس له صلاحية في قضية المشاريع التنموية المائية وان مشروع سد النهضة هو مشروع تنموي بينما لا يمكن لمصر بأن تتقدم بأدلة تشير فيها بان سد النهضة يمثل خطر على المنطقة وفي نهاية الامر يعيد مجلس الأمن الملف الى الإتحاد الافريقي بحسب المدير.

 

وفيما يخص بتدويل ملف سد النهضة قال المدير ان مصر والسودان تحاولان في تعريب ملف سد النهضة عن إسهام جامعة الدول العربية في القضية تجاهلاً عن العمق الإفريقي وان مصر لها عزلة إفريقية ولا تثق في دور الإتحاد الافريقي مما يدفعها ان تلجأ الى جامعة الدول العربية بحكم ان مصر هي مقر جامعة الدول العربية، وكما يجب على مصر أن تحترم الاتحاد الافريقي لأن الاتحاد مؤسسة كبيرة تضم 54 دولة، وكما انه لا يمكن أن تقوم جامعة الدول العربية ان تضغط على إثيوبيا لان لها مصالح في إثيوبيا، ويمكن ان تقوم الجامعة بدعم سياسي معنوي لمصر والسودان ولا يتعدى عن ذلك . ويمكن أيضا ان تصدر توصيات لأن لها مصالح مع جميع الدول المعنية في ملف سد النهضة.

 

وأنهى  المدير كلامه قائلا : رغم كل الخلافات بين الدول الثلاث لا يمكن ان يكون ملف سد النهضة سبب حرب بين الدول الثلاث، لأن مصر والسودان ليس لديهما حق قانوني يعطي المشروعية في استخدام القوة العسكرية لضرب منشأة مدنية بمزاعم بانه سيعطش الشعبين وإذا تم ضرب السد سيغرق الشعب السوداني مثلما فعل به سد أسوان في شمال السودان وهو ما نستبعده، وشدد مدير المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية الأستاذ ياسين أن الحل الأمثل لقضية سد النهضة هو المفاوضات والمصالحة التي تضمن وتحقق المصالح لجميع دول حوض النيل مما يدفعهم نحو الازدهار والتنمية لشعوب المنطقة أجمع.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023