إثيوبيا ترفض قرار جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة

68

رفضت إثيوبيا قرار جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة الإثيوبي ، الصادر في 15 يونيو 2021 عقب اجتماعه المنعقد في الدوحة ، قطر.

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيانها إن إثيوبيا ترفض "القرار" بالكامل.  في الواقع ، هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها جامعة الدول العربية بيانًا بشأن مواقفها بناء على المعلومات المضللة بشأن سد النهضة الاثيوبى ، وذلك نتيجة لدعمها للادعاءات الباطلة لدولتي مصر والسودان بشأن سد النهضة  .

ومن الواضح جدا أن مثل هذه المحاولات الغير المجدية  لتدويل وتسييس سد النهضة لن تؤدي إلى تعاون إقليمي مستدام في استخدام وإدارة نهر النيل ، بصورة تفيد جميع الدول .

ويجب أن تعلم جامعة الدول العربية أن استغلال مياه النيل هو أيضًا مسألة وجودية بالنسبة لإثيوبيا، وإنه يتعلق بإخراج الملايين من سكانها من الفقر المدقع وتلبية احتياجاتهم للطاقة الكهربائية والمياه والأمن الغذائي . وتمارس إثيوبيا حقها المشروع في استخدام مواردها المائية مع الاحترام الكامل لقوانين المياه الدولية ومبدأ عدم التسبب في ضرر مؤثر لدول المصب .  

وتعتقد إثيوبيا اعتقادًا راسخًا أنه فقط من خلال التعاون والحوار يمكن تحقيق الأمن المائي لأي دولة من دول حوض النيل .

وان النيل مورد مشترك وليس ملكية حصرية لمصر والسودان . وهذا هو الأمر المحير أن جامعة الدول العربية تركز بشكل خاص على الأمن المائي لدولتي المصب السودان ومصر  في تجاهل تام لمصالح بقية الدول المشاطئة للنهر ، والتي هي منابع النهر.

لا يوجد مثال أفضل من هذا ، لإثبات نهج الجامعة الخاطئ وغير المفيد تجاه قضية النيل.

ومنذ البداية  بذلت إثيوبيا كل ما في وسعها لاستيعاب مخاوف دولتي المصب بحسن نية على أمل الدخول في حقبة جديدة من التعاون بين دول حوض النيل.

و إن تعنت كل من مصر والسودان هو الذي جعل من الصعب للغاية إحراز أي تقدم في المفاوضات الثلاثية . وأثناء المفاوضات التي قادتها جنوب إفريقيا ، كانت مصر والسودان هي التي تسببت في تعثر المفاوضات لسبع مرات.

على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها جمهورية الكونغو الديمقراطية لتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المفاوضات الثلاثية في الاجتماع الذي عقد في كينشاسا في الفترة من 3-5 ابريل عام  2021 ، فقد تعمدت البلدان تقويض إمكانية الاتفاق على خارطة طريق لمواصلة المفاوضات.

 ووافقت إثيوبيا على سبعة من الاقتراحات التسعة الواردة في مسودة البيان التي أعدتها جمهورية الكونغو الديمقراطية ، بينما رفضت مصر والسودان الأجزاء الموضوعية من البيان.

وعمل البلدان مصر والسودان  بالتنسيق  لإفشال اجتماع كينشاسا من خلال إثارة قضايا إجرائية غير ذات صلة لذلك ، من المؤسف أن جامعة الدول العربية قررت اتخاذ موقف بشأن المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي دون التحقق من الحقائق.

كما يبدو أن جامعة الدول العربية غافلة عن حقيقة المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا ومصر والسودان التي تجري وفقا بإعلان المبادئ ، الذي وقع عليه قادة الدول الثلاث في عام  2015 .

وان ملء سد النهضة سيتم وفقًا للخطة ووفقًا لإعلان المبادئ وتوصية المجموعة البحثية المكونة من خبراء من الدول الثلاث.

ومن ثم  ، فإن إثيوبيا ترفض رفضًا قاطعًا المحاولة الفاشلة من قبل جامعة الدول العربية لوضع شروط تتعلق بملء سد النهضة.

وكمنظمة إقليمية  كان من المفترض لجامعة الدول العربية أن تشجع الأطراف الثلاثة على التوصل إلى حل يربح فيه الجميع بدلاً من موقفها غير المفيد والمتحيز وغير المعقول.  

الأمر الأكثر يستدعي الإحباط هو محاولة مصر والسودان تسييس مفاوضات سد النهضة بلا داع ومحاولة جعلها قضية عربية .

وهذا يدل بوضوح على افتقارهم إلى الإخلاص للعملية الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي .

وان قضية سد النهضة هى قضية أفريقية تحتاج إلى حل أفريقي. لا يمكن حل الخلاف بين إثيوبيا ومصر والسودان إلا من خلال التفاوض بحسن نية والتسوية بروح إيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية .

 ولهذا السبب على وجه التحديد ، أحال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المسألة إلى الاتحاد الأفريقي. لذلك ، ينبغي لجامعة الدول العربية أن تكف عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات غير المفيدة التي لن تؤدي إلا إلى استعداء العلاقات بين الدول الثلاث وتقويض المفاوضات الثلاثية.

وبدلاً من ذلك ، ينبغي على جامعة الدول العربية  أن تشجع مصر والسودان على الدخول في مفاوضات جادة بحسن نية لإيجاد حل مربح لكل الاطراف  وتقديم دعمها الكامل للعملية الجارية التي يقودها الاتحاد الأفريقي في هذا الصدد.

ومرة أخرى ، تؤكد إثيوبيا من جديد التزامها بإعلان المبادئ وتظل منخرطة بشكل كامل في عملية المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى نتيجة مفيدة للبلدان بشأن قضية سد النهضة.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023