التقويم الاثيوبي الفريد

278

الكاتب الصحفي : أ . حسين قبياو

10سبتمبر2018

أغلب دول العالم تتبع التقويم الميلادي حيث السنة تتكون من 12 شهر، و هناك سنة بسيطة تتكون من 365 يوم، و سنة كبيسة تتكون من 366 يوم.

التقويم الإثيوبي هو تقويم ديني كنسي خاضع لإشراف الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية التي تعتقد أن المسيح عليه السلام ولِد في غَير اليوم الذي تعتقد الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أنه ولِد فيه، و هو ما يوجد فرق مقداره 7 أو 8 سنوات بين التقويم الإثيوبي و التقويم الميلادي.

تبدأ السنة في التقويم الإثيوبي في 29 من أغسطس للسنة البسيطة، أو في 30 من أغسطس للسنة الكبيسة، و هو ما يوافق 11 و12 من سبتمبر وفق التقويم الميلادي.

ليست أثيوبيا كبقية الدول الإفريقية إذ تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي لها تقويم خاص بها و يختلف عن التقويم الميلادي في عدد الشهور و الايام و هناك فرق ثمانية أعوام عن السنة الميلادية .


إذ يوجد في العام الاثيوبي 13 شهرا  و كلها لديها 30 يوما إلا الشهر الاخير الثالث عشر الذي يسمي شهر شروق الشمس أو أيام شروق الشمس و التي تتكون من ستة أيام في سنة أو خمسة أيام في سنة أخرى و الذي تسمي باللغة المحلية الأمهرية ب " باغمي "

و باغمي يعتبر شهر العجائب و هو شهر لا يعد في الوظيفة ولا يعتبر شهر ولا تدفع فيه الاجور للموظفين والعمال وهي من شهور المعتقدات الدينية للكنيسة ويعد شهر بالنسبة للحوامل حسب الأساطير و المعتقدات وهذا الشهر يعتبر شهرا مقدسا بالنسبة لمسيحي أثيوبيا وخاصة أتباع الكنيسة الأرثوذوكسية (الشرقية ) و يستحم فيه أتباع الكنيسة الأرثوذوكسية لمدة ست أيام في الأنهار و تعتبر أيام الغسل من الذنوب و هي من الأساطير التي مازالت متداولة.

 

يحتفل الأثيوبييون برأس السنة دائما مع بداية شهر مسكرم و هو طبعا أول شهر بالنسبة إليهم و يعتبر من أكبر المناسبات التي يحتفلون به في كل سنة و هو عيد طبعا يشترك فيه المسيحيون و المسلمون معا و إن كان يغلب فيه الطابع الديني المسيحي لإرتباطه بالكنيسة الأرثودكسية الأثيوبية حيث نجد أن كل سنة من السنوات الجديدة تسمى بأسماء الأناجيل الأربعة المعروفة. إذا سمي مثلا مرة بزمن يحنى و يسمى في السنة القادمة بماتيوس و هكذا بزمن لوقاس ومارقوس.

و يحتفل الأثيوبيون برأس السنة بطرق مختلفة ويحرص الاثيوبيون للاحتفال به في البلاد و هنالك نوع من الزهور البرية الصفراء التي لا توجد الا في أثيوبيا و يتم فرشها و نشرها على الطرقات و المنازل و لهذه الزهور قصة أخرى إذ لا تنبت إلا في أثيوبيا و يتفاءل الاثيوبيون بظهورها في أول شهر من السنة الأثيوبية (شهر مسكرم) و الكل يقول لبعضهم البعض كلمة انقوطاطاش و هي كلمة لها مدلولات لدى الأثيوبيين في العام الجديد تيمنا بالعام والشهر الجديد الذي تنبت فيه الزهور .

أما الأطفال فيحتفلون بالسنة الجديدة و هم يأخذون باقة من الزهور يقدمونها للكبار و هم يقولون عبارة "انقوطاطاش" و أن الكبار يردون لهم بعبارة " بيامتو يامطاش " فيستحسن لدى الأطفال أن يردوا بالمال يشترون به فيما بعد الحلويات.

و لنا أن نسأل و ماذا بالنسبة إلى المناطق التي لا تنبت زهورا فالجواب طبعا يرسمون أنواعا مختلفة من الزهور على الورقة تكون ملونة بألوان بل صارت هذه العادة معمولا بها و منتشرة لدى الأطفال.

و يصادف العام الأثيوبي الجديد في هذا العام يوم الثلاثاء أي الأول من شهر محرم 1440 الهجري  .

و أن الأثيبيون قد أنهوا جميع استعداداتهم لاستقبال العام الجديد يوم الأحد أشتري الملابس للأطفال و أشتريت الأغنام والخرفان و زخرفت المنازل و نظفت الشوارع.

و بمناسبة السنة الأثيوبية الجديدة نتمنى لأثيوبيا حكومة و شعبا التقدم و الإزدهار و السلام و الإستقرار و كل عام وأنتم خير.

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023