ثمرة استخدام الفيدرالية

100

 اعداد الكاتب  الصحفي : عمر حاجي

21 يناير2018

إن تحقيق النظام الفيدرالي مناسب للواقع. وقد سجلت البلاد نموا اقتصاديا من ذي رقمين نتيجة للنظام الفيدرالي. ويشير المثقفون إلى عدم وجود نظام سياسي كامل في العالم، ولذلك ينصحون إلى الحاجة لتحقيقسليم للنظام الفيدرالي طويل الأمد.

وفي في هذا الإطار يقول عباس لقمان فهو شاب من إقليم شعوب جنوب إثيوبيا ويتابع تعليمه برنامجالماجستير في جامعة الخدمة المدنية في مجال الفدرالية والإدارة البيئية. إن البلدان مثل إثيوبيا التي تعيشفيها الشعوب والأمم والقوميات المختلفة ومن متعدد الجنسيات بوئام واحترام يعد النظام الفيدرالي الخيارالوحيد بالنسبة لها.

وشدد عباس على أن بغياب الفدرالية لا يمكن لأثيوبيا أن تقف كدولة تنفذ نظام حكومة موحدة تعزز هوياتالأمم والقوميات. بينما أن البلاد في ظل نظام حكومي وحدوي خلال الأنظمة السابقة، كان الناس ملزمونبإخفاء هوياتهم. وعلى النقيض من ذلك، فقد أعطى النظام الفيدرالي حرية التعلم والتعليم والعمل بلغاتهمالخاصة وإدارة أنفسهم بأنفسهم.

وذلك ما أكده السفير الدكتور تكتل فورسيداس عن الفدرالية بقوله: إن الفيدرالية هو نظام مشترك يتم فيهتقاسم السلطة والمسؤولية وموارد الثروة الاقتصادية بالتساوي إلى حد ما. وتستند هذه الحصة إلى مبدأ معينمن الفهم والتأهيل الإجرائي بين جميع أعضاء هذا النظام. وعموما، فإن الفيدرالية بالنسبة لبلدان مثل إثيوبيالم تكن الخيار الأفضل فحسب، بل هي حيوية وضرورية.

كما يشاطر جبر سيلاسي مولاو، وهو طالب يدرس أيضا في مجال الفيدرالية في الجامعة نفسها وجهة نظرعباس، بقوله: إن الفدرالية بالنسبة له وسيلة لتنمية الثقافة الحميمية. ومن خلال تطبيق النظام الفدرالييمكن للشعوب والقوميات أن تقرر مصيرها وتنمي رؤية مشتركة. وباختصار فهي وسيلة لتكوين الانسجام فيإثيوبيا.

وذكر جبر سيلاسي بأن البلاد قد مرت عبر أنظمة قيادية مختلفة، منذ سلالة السلومونية حيث بدأت من حضارة أكسوم، وكان الناس في تلك الفترة يتعرضون للاضطهاد من قبل العديد من الملاك. وفي ذلك الوقت لميكن التفكير في الحكم الذاتي، ومسألة الهوية والحقوق الأخرى. ومن ثم اضطر الناس إلى التضحية بحياتهملضمان الحقوق الجماعية والخاصة.

وأما بالنسبة لعباس، فإن العمل بالفيدرالية بالمفهوم الإثيوبي هي مسألة أساسية. وفي غياب هذا، قد يصبحالناس غير راغبين في قبول أفكار أخرى حيث يؤدي بهم الأمر إلى الصراع، في حين أن ممارسة النظامالفيدرالي وتعزيز الوعي العام حوله قضية أساسية بالنسبة لإثيوبيا.

وأن وجود النظام الفيدرالي الذي يمارس بالفعل فإنه يمكن للبلاد أن ينتهي بها الأمر إلى هيمنة ثقافية،واستغلال اقتصادي وسياسي، والحافظ على التقدم الاقتصادي. وأن هذه التغييرات تؤدي بدورها إلى خلق شعورقوي لدى الإثيوبيين كافة.

وأيد دكتور تكتل بشدة فكرة عباس قائلا: إن على المرء أن يقوم بالبحث بثقة عن الجو الفيدرالي الذي يتمتنفيذه بشكل صحيح أم لا. وقد سافرنا بالفعل خلال مسيرة 26 عاما. كنظام فيدرالي شاب قد تكون هناكأخطاء هنا وهناك. وبغض النظر عن عدد الأناس الذين يقبلون الفدرالية أولديهم عزيمة قوية على تنفيذهابشكل صحيح، يمكنهم ارتكاب أخطاء ما لم يكونوا يدركونها بروح موثقة. ومن الواضح أن سبب عدم ترجمةالوثيقة إلى عمل واقعي هو سوء الفهم.

وكما هو منصوص عليه في الدستور عند تطبيق النظام الفيدرالي، يتم تحديد القواعد الذاتية والمشتركة. وإذالم يكن هناك توازن بين الاثنين تكون هناك عزلة بين الشعوب والأمم والقوميات. ولهذا، فإنه ينبغي على كلمن حكومات الولايات والحكومة الفدرالية أن تعملا معا بشكل صحيح لمعالجة القضايا المؤدية إلى العزلة.

وقال جبر سيلاسي، إنه في ظل تنفيذ النظام الفيدرالي يمكن أن تحدد مصيرك بنفسك والحكم الذاتي، والقدرةعلى ممارسة جميع الوظائف الضرورية للسلطة، وإنشاء المناطق والآليات الخاصة لولايات. ومع ذلك لا تزالهناك مسألة الهوية لبعض من المجموعات التي لم تستجب بعد حقوقها. وإذا ما لم تستجب البلاد لهذهالاستفسارات، فإنها ستثير مشاكل حول مصير البلاد في المستقبل حسب قول جبري.

ومن ناحية أخرى، فإن إنشاء الأحزاب السياسية الشاملة هو الحلول المناسبة لذلك. لأن الناس لهم الحق فيالاعتراض على أي نظام أو دعمه، ويمكنهم معارضته إذا لم يروا مكافآتهم. وفي الأنظمة السابقة كانت بعضالمناطق مهملة ومهمشة من أي من المزايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وبالتالي، فإن عليهم حقالعيش في مستويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ومن الواضح أنه لا يوجد نظام مثالي مثل الفيدرالية في أنظمة الأخرى من العالم. ويمكن أن يكون لها قيودهاالخاصة. وقال الدكتور تكتل: "ربما كنا في بداية الاختبار، وقد لا يكفي في ربع القرن تغيير النظام".
والفيدرالية موجودة لفترة طويلة وبدأت الأحزاب السياسية الكثيرة تشارك في النظام السياسي وتتقاسم في تبادلالسلطة. كما يتعين على الحكومة الفيدرالية تشجيع مزيد من الأحزاب السياسية على النمو.

ووفقا لما ذكره جبر سيلاسي، فإنه لا بد من تعزيز هذه الأحزاب السياسية وإيجاد خيارات تنافسية. وعليهمأيضا أن يسعوا جاهدين حتى يصبحوا أقوياء في المنافسة بما فيه الكفاية لتحويل الأصوات إلى مقاعد ويمثلونصوتا من لا صوت له في البرلمان.

في الوقت الراهن، فإن مشكلة الحكم الرشيد، والفساد الإداري، وعدم التوازن في توزيع الثروة الاقتصادية هيبعض من بين عديد من العوائق للنظام الفدرالي. ولإنهاء هذه الحالة، فإنه ينبغي على القادة الحفاظ علىالمساءلة والشفافية وجعل أنفسها خالية من هذه الأعمال السيئة، لأنها تشكل خطرا على استدامة النظام الفيدرالي حسب ما قاله جبر سيلاسي.

وسرد جبر سيلاسي بقوله: إن بلادنا تشهد نموا مطردا، كان هذا نتيجة للفدرالية. كما ينبغي للشباب الاستفادةمن النمو المستمر، وعلى النحو المنصوص عليه بوضوح في ديباجة الدستور. ويتعين علينا أن نحقق مجتمعااقتصاديا وحديا. وإذا كان الأمر كذلك، فإن توزيع الثروة على قدم المساواة سيكون عمليا بين المواطنين.

ومما تجدر الإشارة إليه هنا، فإن الفيديرالية تحتاج إلى السلام بشكل صحيح، وأن معالجة قضايا ترسيم الحدودمع الدول المجاورة وبين الدول أمر بالغ الأهمية. إلى جانب أن رفع مستوى الوعي لدى المجتمع حولالفيدرالية وإشراك الجمهور في هذه العملية بصورة كبير هو أمر بالغ الأهمية. وإذا كان بلد ما يتعامل معالفدرالية بشكل صحيح، فان النظام يمكن أن يكون أداة للوحدة بين الشعوب وليس أداة للتفاوت والتمييز.

 

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023