العلاقات الإثيوبية النرويجية

94

العلاقات الإثيوبية النرويجية

 

مقال

إعداد : الكاتب الصحفي محمد شافي


أديس أبابا

18نوفمبر 2017


تربط النرويج وإثيوبيا علاقات تاريخية تتمثل في المجالات السياسية والتنموية وغيرها ، والتي تعود إلى الحرب العالمية الثانية ، حيث قام الإمبراطور هيلسلاسي بإقامة روابط قوية مع الأسرة الملكية النرويجية.

في عام 1995 وقعت النرويج إتفاقيات للشراكات الثنائية مع إثيوبيا.

 

تعتبر إثيوبيا واحدة من بين 12 دولة ترغب النرويج إقامة شراكة تنموية معها ، حيث أن الدولتان لديهما علاقات قوية في مجالات السلام والأمن وتغير المناخ وإدارة الهجرة .

علاوة على ذلك فإن الدولتان لديهما شراكة في مجالات التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين والتعليم والقطاع الخاص.

وخلال هذا العام قامت الخطوط الجوية الإثيوبية برحلتها الأولى المباشرة إلى مدينة أوسلو ، والذي يجعلها أول خطوط إفريقية تهبط على أرض النرويج.

ولتعزيز هذه العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين البلدين قام ولي العهد وأميرة النرويج بزيارة عمل رسمية إلى إثيوبيا خلال الأسبوع الماضي .

واستقبل رئيس الجمهورية الدكتور ملاتو تشومى الوفد الزائر بترحاب حار في القصرالرئاسي.

وقال الرئيس ملاتو إن علاقات البلدين تاريخية داعيا رجال الأعمال النرويج بأن يستثمروا في البلاد ، مشيرا إلى أن إثيوبيا ستقدم الدعم اللازم للمستثمرين النرويج .

كما أشار الرئيس أن زيارة ولي العهد النرويجى هاكون ماغنوس إلى إثيوبيا بعد 51 عاما ستفتح صفحة جديدة للعلاقات الثنائية "الممتازة" بين البلدين.

ودعا الرئيس الجانب النرويجى إلى دعم مساعي إثيوبيا إلى تحقيق التصنيع من خلال الإستثمار فى قطاعات التصنيع والطاقة المتجددة ، كما أعرب الرئيس عن امتنانه للنرويج من خلال ولي العهد لشراكته في تحقيق الاقتصاد الأخضر في إثيوبيا.
ومن جانبه أوضح ولي العهد النرويجي أن هذه الزيارة التاريخية تأتي بعد مضي 51 عاما ، مشيرا أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة الأصعدة.

وقال ولي العهد أن العلاقة القوية بين البلدين مبنية على صداقة طويلة الأمد، مشيرا إلى أن الإهتمامات المشتركة بين البلدين تشمل مجالات إدارة تغير المناخ والهجرة والحصول على التعليم والاستثمار في الصحة وغيرها.
وأكد على أن توقيع اتفاقية استكشاف البوتاس فى إثيوبيا يعتبر مجال الشراكة الرئيسى القادم بين البلدين .
وقال ولي العهد ماغنوس "إن رجال الأعمال النرويجي يتطلع إلى إقامة شراكة جديدة واستكشاف فرص جديدة فى إثيوبيا".

وقد تم التوقيع على اتفاق بشأن إنتاج البوتاس على نطاق واسع في إقليم عفر ، بمبلغ يتجاوز 731 مليون دولار أمريكي في القصر الوطني.
ووقع الاتفاق كل من وزير المعادن والبترول والغاز الطبيعى الإثيوبي موتوما مقاسا والرئيس التنفيذي لشركة و يارا دالول بف للبوتاس النرويجي  سانجاي سينغ راثور.

وضمن برامج الزيارة  أجرى الوفد النرويجي عددا من الإتفاقيات التي من شأنها تعزيز العلاقات التجارية والإستثمارية بين البلدين .

وفي هذا الصدد  أعربت شركة يارا النرويجية العالمية عن موافقتها في افتتاح مصنع لإنتاج الأسمدة في أثيوبيا ، وقد وقعت الشركة اتفاقية مع أثيوبيا بقيمة 731 مليون دولار وتدوم الاتفاقية لنحو 20 عاما وهي قابلة للتجديد لعشرة أعوام أخرى.

وقد التقى معالي رئيس الوزراء هيل ماريام دسالين في مكتبه المدير التنفيذي للشركة سيفن توري هوليسترن.

وأوضح رئيس الوزراء أن أثيوبيا وخاصة إقليم العفر يزخر بكمية كافية من معدن البوتاسيوم ولذا فإن الشركة ستستفيد من الظروف المتاحة في أنتاج الأسمدة.

وخلال زيارة ولي العهد لمفوض حقوق الإنسان أعلن ولي العهد النرويجي الأمير هاكون بأن بلاده  ستواصل دعمها المادي واللوجستي للجنة حقوق الإنسان الإثيوبية وذلك لتقوية نشاط  مفوض لجنة حقوق الانسان في اثيوبيا.

وناقش ولي العهد الأمير هاكون والأميرة ماريت والوفد المرافق لهما مع مفوض حقوق الإنسان في إثيوبيا

وبهذه المناسبة ، أعربت الحكومة النرويجية عن تقديرها للخطوات التي اتخذتها اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان لتوفير الحماية لحقوق الإنسان في إثيوبيا.

وفي تصريحات صحفية لمفوض لجنة حقوق الانسان في اثيوبيا اديسو جيبر اجزابيهر قال إن اثيوبيا والنرويج لهما علاقات وطيدة وتاريخية ، مضيفا بأن الجانبان سيعملان معا على حماية حقوق الإنسان وتطوير الديمقراطية.

وقد أوضحت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان لصاحب السمو ولي العهد الأمير هاكون أنها قدمت وثيقة رصد التحقيق إلى مجلس ممثلي الشعب لمناقشة حماية حقوق الإنسان في إثيوبيا ، بالإضافة إلى أن الجانبان بحثا عن الأسباب الجذرية للإضطرابات التى وقعت خلال العامين الماضيين فى إثيوبيا

واجتمع أيضا وفد رجال الأعمال النرويجيين بنظرائهم الإثيوبيين ، وتشاورا حول أهمية وضع آليات لتعزيز التعاون الإقتصادي بين البلدين ، حيث أبرز الجانبان استعدادهما للاستثمار في مجالات التصنيع الزراعي والطاقة المتجددة .

وخلال المنتدى قالت الاميرة النرويجية ميت - ماريت ان العلاقات الثنائية بين اثيوبيا والنرويج توسعت الى مجالات جديدة وخاصة فى التجارة والاستثمار.
كما أوضحت كذلك أن وفد الأعمال النرويجي المشارك يعكس الاهتمام النرويجي المتنامي بتنمية القطاع الخاص في إثيوبيا.
واشار الرئيس الاثيوبى د. مولاتو تشومى من جانبه الى ان الاعمال التجارية لدورة اعمال الجانبين هى اشارة الى تصميم البلدين على تكثيف علاقاتهما الاقتصادية فى التجارة والاستثمار.
ويعتقد رئيس وفد الاعمال النرويجى أن المنتدى سيقدم دورا بارزا لتعزيز العلاقات بين الجانبين. وشهد المنتدى أيضا توقيع اتفاقيات في بناء القدرات والعلوم والتكنولوجيا والتعليم التقني والمهني وغيرها.
واعتبر الجانبان القطاع الخاص جزءا هاما من الحل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 وخلال زيارته أيضا زار ولي العهد وأميرة النرويج مقر الاتحاد الإفريقي ، حيث تعهد الامير هاكون على تعزيز الاعمال الانمائية التى تقوم بها بلاده مع الدول الافريقية.
مؤكدا ان تنمية الشباب فى القارة هى من بين اولويات حكومته.

وضمن زيارتهما شارك كل من ولي العهد وأميرة النرويج فى مؤتمر شارك فى تنظيمه اثيوبيا والسفارة النرويجية حول الصحة والعلوم والتعليم العالى بمستشفى ألرت فى اديس ابابا.

وأعربت الأميرة النرويجية ماريت ماريت عن سعادتها بتطور الممارسين الصحيين في إثيوبيا. كما أكدت استعداد بلادها لاعطاء دفعة للخدمات الصحية في إثيوبيا.
وقد جمع هذا الحدث، الذي هو جزء من تعزيز التعاون الأثيوبي  النرويجي الطويل الأمد في مجالات الصحة وغيرها من المجالات، العناصر الفاعلة ذات الصلة في المجال.

 

تعتبر النرويج من الدول الأوروبية التي تتمتع بعلاقات وطيدة مع إثيوبيا في مختلف المجالات ، وتدعم هذه الدولة العديد من الجهود الإنمائية في إثيوبيا ، وإن زيارة ولي العهد النرويجي للبلاد ستفتح آفاقا جديدة لعلاقات البدين وخاصة في مجالات التجارة والإستثمار.

 

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023