الإحتفال بالسنة الإثيوبية الجديدة يمشي بصورة رائعة

169

تحليل

أديس أبابا

11/ 2017 سبتمبر (و.أ.إ)

إن إثيوبيا تتمتع بمجموعة واسعة من المهرجان الثقافي والتاريخي والفنون الجميلة وعددا من العوامل التاريخية التي تتميز بها البلاد عن غيرها من بلدان العالم، ومن بين تلك العوامل التاريخية تقويمها القمري الخاص بها الذي يتأخر عن التقويم الميلادي المعروف لدى العالم بسبع سنوات والذي يرتبط بعلاقات ثقافية إثيوبية قديمة.
ويحتفل بالسنة الإثيوبية الجديدة كل من الحكومة والشعوب والقوميات والأمم الإثيوبية في جميع أقليم البلاد المختلفة على رأس السنة بصورة رسمية على حد سواء، حيث تتكون السنة الإثيوبية من 13 شهرا ويكون كل شهر من شهورها 12 شهرا بإتمام ثلاثين يوما، أما الشهر الـ 13 يكون خمسة أو ستة أيام والتي تأتي في كل أربعة أعوام، وتسمى السنة الكبيسة، ويسمى هذا الشهر الـ 13 بـ "باغمي". ويتزامن هذا الإحتفال الرأسمي على مستوى البلاد بقرار من مكتب الإتصالات الحكومية، حيث بدأ الإحتفال خلال عشرة أيام سبقت قبل دخول أول يوم من رأس السنة الجديدة بعرض فعاليات وأحداث مختلفة من الإنجازات التي قامت بها البلاد خلال عشر سنوات مضت في كافة المجالات، وأنها تعتبر مظهرا من مظاهر الانجازات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها والتي ينظر إليها بصورة مشتركة. 
وتحتفل الشعوب والقوميات الإثيوبية المتنوعة بثقافات وبطرق شتى لهذا العام، حيث يجذب هذا الاحتفال انتباه الجميع بغض النظر عن العمر والجنس والانتماء الديني والعرقي وغيرها. ولهذه المناسبة يأتي آلاف من السياح من كل أركان العالم بنية المشاركة في هذه الاحتفالات السنوية. ويشهد هذا الإحتفال إقبالا متزايدا على شراء المواشي والدواجن كل بقدر طاقاته وإمكانياته المادية. حيث تتزاحم الأسواق في كل ربوع البلاد استعدادا لترحيب السنة الجديدة، ولإعداد أنواع مختلفة من الأطعمة التقليدية ومجموعة واسعة النطاق من الأطباق الشهية والمشروبات الشعبية المصنوعة من العسل وغيرها التي تقدم لأولئك الذين يجتمعون في يوم عيد رأس السنة الإثيوبية الجديدة. كما أن أكل اللحوم النيئة هو تقاليد توارثته الأجيال من الأجداد لدى إثيوبيا خاصة في مثل هذه المناسبة العظيمة يعني عيد رأس السنة، وفي حفلات الزفاف. وتمتلئ شوارع المدن الكبيرة بالباعة المتجولين من أجل بيع مستلزمات يوم العيد من الملابس والحلوى وألعاب الأطفال والهدايا. وتزين الشوارع بالزينة الملونة الرائعة والأعلام الإثيوبية ولافتات كتب عليها عبارات التهاني بالعام الجديد لدى المؤسسات العامة والخاصة.
ويعتبر هذا اليوم –الإثنين- بداية للعام الإثيوبي الجديد عام 2010 بالتقويم الاثيوبي. وأن إثيوبيا بلد مفعم بالأمل ولديه فرص واسعة النطاق لتوفير التنمية وتحقيق النمو الإقتصادي والإجتماعي وجعل البلاد في صفوف بلدان الدخل المتوسط خلال عقود قليلة من الزمان، حيث إنها تسير الآن على الطريق الصحيح إلى الازدهار .
ومما يجدر ذكره هنا قال الرئيس الدكتور ملاتو تيشوم إن العام القادم ينبغي أن يكون فترة عمل المواطنين بوئام لتحقيق أهداف التنمية في البلاد. وفى رسالة أرسلها للمواطنين بمناسبة العام الجديد، حث الرئيس على ضرورة توطيد الجهود من أجل استدامة النمو الاقتصادى السريع للبلاد،  مضيفا إلى أن الأنشطة الرامية للقضاء على الفقر وتحقيق جميع الأهداف المحددة في الخطة الخمسية الثانية للنمو والتحول تحتاج إلى مواصلة إيلاء إهتمام خاص.
ومن أجل تحقيق أهداف البلاد، يحتاج البلاد إلى العمل على تحسين قدرته التنافسية على الصعيد العالمي. وأن تحديث القطاع الزراعي وتحسين سلسلة القيمة، وتسريع التحول الهيكلي سيكون من بين الأنشطة الرئيسية التي ستجري خلال السنوات المقبلة. وينبغي أن تكون الخطة الوطنية للتنمية مسئولية جميع المواطنين، وحث جميع المواطنين على منع الانشطة المدمرة. كما أعلن الرئيس أن نحو 697 سجينا حصل على العفو بمناسبة السنة الإثيوبية الجديدة.
وفي تطور مماثل، فإن مكتب شؤون الاتصالات الحكومية قال في هذا الإطار، إن الفعاليات الخاصة التي نظمت خلال الايام القليلة الماضية للترحيب بالسنة الاثيوبية الجديدة كانت ناجحة. حيث أوضح الدكتور نجري لينتشو وزير مكتب شئون الإتصالات الحكومية للصحفيين قائلا: إن هذه الفعاليات حققت أهدافها. وأن إثيوبيا تستضيف فعاليات خاصة للترحيب بالسنة الجديدة من خلال الاعتراف بالانجازات التي حققتها البلاد على مدى العقد الماضي في مختف المجالات بدءا من 1 سبتمبر 2017.  ومن تمكن الجمهور من إمتلاك جدول الاعمال، فان الفعاليات التى نظمت خلال الايام الماضية أصبحت ناجحة. وتهدف هذه الفعاليات أيضا إلى إظهار إتجاه السنوات القادمة، حيث ينبغي أن تتجه البلاد لتحقيق رؤيتها في أن تصبح ذات اقتصاد متوسط ​​الدخل بحلول عام 2025. وعلى الرغم  من التحديات المختلفة التى تواجه البلاد مثل الجفاف، تمكنت البلاد من تسجيل نمو اقتصادى قوي. وبالإضافة إلى النمو الإقتصادي والمساعي التنموية التي بدأت في مختلف المجالات، كثير من الأنشطة التي تعود بالفائدة على الجمهور تم تنفيذها خلال السنوات الماضية. كما أن الحوار الذي جرى بين الاحزاب السياسية الذي يهدف إلى تعزيز عملية بناء النظام الديموقراطى يعد أحد النجاحات.
وأكد الوزير على أن الجهود الرامية الى تنمية المشروعات الضخمة فى مجالات الطاقة والطرق وغيرها من المجالات التي ستظهر التنمية المستقبلية للبلاد، وأن حكومة إثيوبيا تعمل مع الجماهير لجعل السنوات القادمة وقتا لمجد اثيوبيا. وأن الفعاليات التي جرت خلال الإحتفالات بمناسبة حلول العام الجديد، ستكون فرصة ثمينة لشعب وحكومة إثيوبيا لتوسيع أفضل الممارسات وتصحيح التحديات التي واجهتها خلال السنوات العشر الماضية. وإثيوبيا ستكون ضمن البلدان متوسطة الدخل خلال 2025، وسيكون لإثيوبيا مستقبل واعد. وأن لدى البلاد أجندة كبيرة برفع دخل المواطنين بالمساواة والعدل والإنصاف، حيث إن ارتفاع الدخل معناه هو نمو البلاد والإتيان بالتغيير الحقيقي في التنمية الاجتماعية الصحيحة، وبإعطاء التركيز والاهتمام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء. وبهذا الخصوص أن السلام والتنمية والديمقراطية ستمكن الشعوب الإثيوبية من المشاركة بصورة فعالة في كل جهود التنمية الزراعية التي يقودها التصنيع في أنشطة البلاد نحو التقدم والازدهار خلال السنة الإثيوبية الجديدة التي سوف يعمها السلام والأمان معا.
مؤكدا على أن إثيوبيا حققت مكاسب كبيرة في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على مدى السنوات العشر الماضية. كما أن هذه الفعاليات ستساعد على أهمية تعزيز الحكومة والشعوب الإثيوبية على تحقيق مزيد من الإنجازات. ويعمل المواطنون الإثيوبيون اليوم بصورة عامة لجعل الفقر في ذمة التاريخ وتحويل البلاد إلى مستوى اقتصادي أفضل. ومع أن البلاد قد حققت إنجازات مذهلة في جميع الجوانب، في قطاع التعليم والصحة والزراعة والنمو الاقتصادي والسياسي وتطوير البنية التحتية، نحن اليوم بحاجة إلى العمل أكثر فأكثر من أجل تحقيق أفضل لتلبية مطالب الجماهير العريضة بطريقة سريعة.
وهكذا استقبلت البلاد عامها الجديد بروح مفعمة، وبأمنيات مليئة بأن يكون لها عام خير وسعادة، وحب واحترام، ورفاهية وازدهار لبلادنا، وذلك بتوديع عامها القديم والدخول إلى العام الجديد. أهلا وسهلا بالعام الجديد، وكل عام وأنتم بخير

وكالة الأنباء الأثيوبية
2023